أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الصلاة هي أعظم أسباب دخول الجنة وأساس صلاح العبادات كلّها، مشيرًا إلى أن مكانتها في الشريعة تجعلها معيارًا لقبول أعمال المسلم أو ردّها.
وقال الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، إن الله تعالى بيّن ذلك بوضوح في قوله: {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون}، موضحًا أن "الصلاة إذا صلحت صلح سائر العمل، وإذا فسدت فسد سائر العمل، فهي السر الذي تُبنى عليه بقية العبادات".
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة الصلاة"، مؤكدًا أن هذا يدل على أنها لا تسقط عن المسلم بأي حال من الأحوال، إلا في الحالات الشرعية الخاصة بالمرأة.
وأوضح الجندي أن الشريعة راعت أحوال الناس جميعًا، فأمرت بالصلاة قائمًا، فإن لم يستطع فقاعدًا، فإن لم يستطع فمضطجعًا، قائلاً: "إن لم يجد ماءً توضأ، إن لم يجد تيمم، إن لم يقدر على التوجه لعدم معرفة القبلة فالمشرق والمغرب لله. المسافر يقصر ويجمع، والمريض يومئ بعينه، فالصلاة لا تُترك مطلقًا".
وأضاف أن عظمة الصلاة تتجلى في تشريع صلاة الخوف، التي يؤديها المسلمون حتى في أشد أوقات القتال والاشتباك وسفك الدماء، مستشهدًا بقول الله تعالى:{وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم}، موضحًا أنه رغم الظروف القتالية الشديدة "لم تُسقط الشريعة الصلاة، لأنها حياة القلب وروح العبد".
وكشف الجندي عن وجود ما يسميه الفقهاء صلاة الفارّ، وهو مَن يفرّ من رجل يريد قتله، قائلاً: "حتى هذا يصلّي وهو يجري، يومئ برأسه أو بعينيه.. الصلاة لا تسقط".
كما أشار إلى صلاة فاقد الطهورين، وهو من لا يستطيع الوضوء ولا التيمم، مؤكدًا أن الفقهاء وضعوا لها أحكامًا حتى لا يُحرم صاحبها من أداء الفريضة.
وحذّر الجندي من التهاون في أوقات الصلاة أو تأخيرها بحجة العمل أو الانشغال، قائلاً: "لا يوجد يوم القيامة شيء اسمه كنت مشغول. ربنا قال: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}".
واستشهد بالحديث القدسي:
"يا ابن آدم خلقتُ كلَّ الكون لك وخلقتُك لي، فلا تنشغل بما هو لك عمّا أنت له"، موجّهًا رسالة قوية: "انت مخلوق لله.. كل من حولك يريدك لنفسه، والله يريدك لنفسك، فهل تستحق الصلاة أن تُهمَل بعد هذا؟".
وأكد على أن الصلاة هي الباب الأكبر للجنة، والميزان الأول يوم القيامة، والواجب الذي لا يُستغنى عنه في أي حال، مضيفًا: "المهم.. أن نحافظ عليها كما أراد الله، فهي حياتنا وسبب سعادتنا في الدنيا والآخرة".



