أ
أ
تُعد المياه العنصر الحيوي الأساسي لنجاح أي مشروع استزراع سمكي، إذ تلعب دورًا محوريًا في صحة الأسماك وإنتاجية المزرعة, يتطلب تحقيق بيئة مائية مثالية توازنًا دقيقًا بين العوامل الفيزيائية والكيميائية، بالإضافة إلى ضمان توفر المياه المستمر، خلوها من الملوثات، وانخفاض تكاليفها.
شروط المياه المثالية للاستزراع السمكي
تتطلب مياه الاستزراع السمكي شروطًا أساسية لضمان بيئة صحية ومستدامة:
- التوفر الدائم: يجب أن تكون المياه متاحة باستمرار ودون انقطاع لضمان استمرارية حياة الأسماك.
- الخلو من الملوثات: يجب أن تكون المياه خالية تمامًا من أي مواد كيميائية أو عضوية قد تضر بالأسماك أو جودتها.
- الخلو من مسببات الأمراض: لابد من التأكد من خلو المياه من البكتيريا والفيروسات والطفيليات التي قد تسبب أمراضًا للأسماك.
- منخفضة التكاليف: يُفضل أن تكون تكلفة الحصول على المياه منخفضة لضمان جدوى المشروع الاقتصادي.
تأتي مصادر المياه المستخدمة من البحار، الأنهار، الآبار، أو حتى مياه الصرف الصحي المعالجة, تُعتبر مياه الآبار من المصادر الهامة، خاصة للمزارع المقامة في الحيازات الزراعية، حيث تُستخدم المياه بنظام مفتوح يتم فيه ضخها إلى الأحواض السمكية ثم تُوجه إلى مزرعة الإنتاج النباتي, عند حفر البئر، يجب التأكد من عمق البئر لضمان خلو الماء من الملوثات، مع ضرورة تحليل عينة من مياه البئر للتحقق من جودتها وخلوها من المركبات السامة قبل الاستخدام.

التركيز المسموح به لبعض العناصر في مياه الاستزراع السمكي (ملجم/لتر):
لضمان بيئة آمنة للأسماك، يجب أن تلتزم مياه الاستزراع بالتركيزات التالية لبعض العناصر:
غاز الأكسجين: 5 أو أكثر
غاز الأمونيا: 0.05
غاز ثاني أكسيد الكربون: 10 أو أقل
الزئبق: صفر
DDT (مبيد حشري): صفر
الصفات الطبيعية (الفيزيائية) للمياه
تلعب الخصائص الفيزيائية للمياه دورًا حيويًا في صحة الأسماك ونموها:
درجة الحرارة:
تؤثر درجة الحرارة بشكل مباشر على الأسماك والقشريات كونها كائنات ذات دم بارد, ترتبط معدلات التغذية والنمو ارتباطًا وثيقًا بدرجة الحرارة لتأثيرها على النشاط الإنزيمي وعمليات التمثيل الغذائي, يجب معرفة البيئة الحرارية المثلى للأسماك المستزرعة لتفادي الصدمة الحرارية التي قد تؤدي إلى نفوق الأسماك نتيجة التغيرات المفاجئة أو الكبيرة في درجة الحرارة, على سبيل المثال، أسماك البلطي تحتاج لدرجات حرارة تتراوح بين 22 و 25 درجة مئوية، وتتأثر سلبًا بانخفاض الحرارة إلى 16 درجة مئوية أو أقل.الضوء:
الضوء ضروري لعملية التمثيل الضوئي للكائنات النباتية (الفيتوبلانكتون) في الأحواض، والتي تُعد غذاءً أساسيًا للأسماك, يجب قياس شدة الإضاءة ومتابعة نمو الهائمات النباتية, كثرة الهائمات قد تؤدي إلى تكوين طبقة كثيفة على السطح تمنع وصول الضوء إلى النباتات القاعية، وتزيد من استهلاك الأكسجين، مما يؤدي إلى زيادة الأمونيا, يُقاس الضوء باستخدام جهاز لوكسميتر.
التوصيل الكهربائي:
يمثل التوصيل الكهربائي قدرة المياه على توصيل التيار الكهربائي، ويعتبر مؤشرًا هامًا على درجة الملوحة والتلوث, يجب قياس التوصيل الكهربائي بانتظام باستخدام جهاز (conductivity meter) للتأكد من عدم وجود تلوث غير طبيعي في المياه.العكارة:
تنقسم العكارة إلى نوعين:
الناتجة عن حبيبات التربة: تؤثر على نفاذية الضوء، تقلل التمثيل الضوئي، وتزيد من ثاني أكسيد الكربون.
الناتجة عن الفيتوبلانكتون: تكون ضارة للأسماك إذا تجاوزت مستويات معينة.
يتم تقدير العكارة باستخدام قرص الشفافية (Secchi disc), يجب أن تكون قراءة القرص بين 20 و 45 سم لتحقيق معدل مناسب من الفيتوبلانكتون, قراءة أقل من 20 سم تشير إلى وجود معدل مرتفع جدًا من الفيتوبلانكتون، مما يستدعي تغيير المياه, تؤثر العكارة بشكل عام على نفاذ الضوء، وتقلل من التمثيل الضوئي، وتزيد من انتشار الأمراض الفطرية.

لون الماء:
لون الماء يمكن أن يكون مؤشرًا على حالة الأحواض:
اللون الأخضر: يدل على زيادة الهائمات النباتية والطحالب.
اللون المائل للزرقة: يدل على أنواع معينة من الطحالب.
اللون البني: يدل على زيادة نسبة الدبال.
اللون البني المائل للأخضر: يدل على خليط من المواد الدبالية والهائمات النباتية.