الأربعاء، 21 محرم 1447 ، 16 يوليو 2025

ما الفرق بين المتوكل والمتواكل؟.. محمود الهواري يجيب

الدكتور محمود الهواري الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية
الدكتور محمود الهواري الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية
أ أ
techno seeds
techno seeds
قال الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، إن من الأسماء العظيمة التي وُصف بها سيدنا النبي ﷺ في القرآن الكريم والكتب السماوية السابقة "المتوكل"، كما ورد في وصفه في التوراة: "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وحرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل". 

وأوضح الهواري، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن هذا الوصف يحمل دلالة عظيمة لمعنى التوكل الصحيح الذي جسّده النبي ﷺ في حياته، وهو صدق اعتماد القلب على الله في استجلاب المصالح ودفع المضار، مع الأخذ بالأسباب المشروعة وعدم التواكل أو الكسل، مشدداً على أن النبي ﷺ كان يستعيذ بالله من الكسل ويأمر بالأخذ بالأسباب في كل أمر دنيوي وديني.

وأضاف الهواري: "الشرع ينهانا عن التواكل، ويأمرنا بالسعي والاجتهاد مع التوكل على الله، فلا يصح أن يقعد الإنسان عن العمل ويقول يا رب ارزقني دون أن يسعى، فقد قال النبي ﷺ: لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير. فالطير تخرج وتبحث وتسعى".

وأشار إلى أن البعض حين يخاف من مواجهة الحياة قد يلجأ إلى العزلة أو النوم أو تجنب الناس، معتبراً أن الانعزال المؤقت لمراجعة النفس وترتيب الحسابات أمر مطلوب شرعاً وعقلاً، شريطة ألا يتحول إلى عزلة دائمة أو انسحاب من الحياة، لأن هذا يُعد حالة مرضية مرفوضة.

وأكد الهواري أن النبي ﷺ وأصحابه مروا بمواقف خوف وقلق مثل غزوة بدر حيث أنزل الله عليهم النعاس كأمان لهم، ليجددوا طاقتهم ويستعيدوا قوتهم النفسية والبدنية، ثم يعودوا لمباشرة العمل والسعي. مضيفاً: "الخوف الطبيعي يجب أن يدفعنا للتخطيط والتأهب وليس للجمود، فمن خاف من ضيق الرزق فليبادر إلى عمل آخر، ومن خاف على أبنائه فليخطط لمستقبلهم، فالدين والعقل يقران ذلك".
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة