أ
أ
تُعد التغذية السليمة للثروة الحيوانية حجر الزاوية لتحقيق أقصى إنتاجية بأقل تكلفة ممكنة، مما يعزز ربحية المشروعات ويساهم في دعم الاقتصاد القومي، ويتطلب تحقيق هذه المعادلة معرفة دقيقة بالاحتياجات الغذائية للحيوان، والبحث عن بدائل علفية مبتكرة، مع تجنب الممارسات والمواد الضارة.
أهمية التغذية السليمة ودورها في الاقتصاد القومي
أكد الدكتور أحمد سليمان، أستاذ ورئيس قسم تغذية الحيوان السابق بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، أن التغذية تمثل حوالي 75% من إجمالي تكاليف الإنتاج الحيواني سواء للحوم أو الألبان، مشيرًا إلى أن جودتها تنعكس مباشرة على الإنتاجية. وأوضح أن قطاع الإنتاج الحيواني يساهم بحوالي 38% من الناتج القومي للدولة، مما يؤكد أهمية تحقيق تغذية سليمة بأقل تكلفة ممكنة لزيادة الأرباح المحققة ودعم الاقتصاد الوطني.

سد العجز الغذائي والبحث عن البدائل العلفية
أشار الدكتور سليمان إلى وجود عجز حالي في تلبية كامل الاحتياجات الغذائية للحيوانات، حيث يتم توفير 48-49% فقط من المطلوب. وأكد أن هذا العجز يمكن سده بسهولة من خلال تبني طرق تغذية غير تقليدية، ودمج مصادر علفية بديلة.استخدام النواتج الثانوية الزراعية لخفض التكلفة
أوضح الدكتور سليمان أن نواتج المحاصيل الثانوية أو المخلفات الزراعية يمكن أن تكون بدائل فعالة لتقليل تكاليف التغذية بنسبة تصل إلى النصف أو 40% أو حتى 25%، دون الإخلال بالقيمة الغذائية المطلوبة للحيوان. ومن أمثلة هذه البدائل:• خلط مفروم الاتبان المختلفة (مثل تبنين أو ثلاثة أنواع).
• مفروم حطب الذرة.
• مفروم عيدان قصب السكر الجافة (المصاصة).
يمكن فرم هذه المخلفات وخلطها مع العليقة المركزة وتقديمها في صورة مصبعات أو مخلوطة مباشرة. وأضاف أن عيدان قصب السكر غنية بالطاقة والألياف، وهي مفيدة بشكل خاص لحيوانات اللبن التي تتطلب علائق متوازنة.

قائمة الممنوعات والمخلفات التي يجب تجنبها
نصح الدكتور سليمان بالابتعاد تمامًا عن استخدام بعض المخلفات الزراعية التي قد تشكل خطرًا على صحة الحيوان، مثل:• عروش البطاطس.
• عروش الطماطم.
• عروش البطيخ.
عزا ذلك إلى احتمالية احتوائها على متبقيات مبيدات بكميات كبيرة تؤثر سلبًا على الحيوان. واقترح في حال الرغبة في استخدامها، نشرها في الحقل لتعريضها لأشعة الشمس لتكسير المبيدات، أو تجنبها تمامًا إذا لم يكن المربي واثقًا من سلامتها.
على الجانب الآخر، أوضح أنه لا مانع من استخدام متبقيات الدرنات نفسها مثل البطاطس أو البطاطا المتكسرة في التربة كمصدر للطاقة يحل محل جزء من الذرة، مؤكدًا أن نصيبها من المبيدات يكون قليلًا، ويجب غسلها جيدًا من الأتربة قبل التقديم.

مخاطر الاعتماد على البرسيم الأخضر الغض
فسر الدكتور سليمان خطورة الاعتماد الكلي على البرسيم الأخضر أو الطري في تغذية الحيوانات، لعدة أسباب:
• ارتفاع نسبة الماء: يحتوي البرسيم على نسبة ماء عالية جدًا (أكثر من 85%)، مما يدفع الحيوان لتناول كميات كبيرة دون الاستفادة الكاملة من الاحتياجات الغذائية من الطاقة والبروتين، ويؤدي إلى الإصابة بالإسهال.• مادة الصابونين: يحتوي البرسيم على مادة الصابونين التي تُحدث رغوة في الكرش، تزداد هذه الرغوة مع حركة الكرش والتخمر، مما يسد جدار الكرش ويحبس الغازات، هذا يؤدي إلى الانتفاخ الذي قد يضغط على الحجاب الحاجز والرئتين، مما قد يسبب مشاكل خطيرة تصل إلى اختناق الحيوان.
لذا، يجب الحذر عند استخدام البرسيم الأخضر وضمان تقديمه ضمن عليقة متوازنة لتجنب هذه المخاطر.