أ
أ
تحت قسوة الصحراء، حيث شحّ الماء وندرة العشب وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات يصعب التكيف معها، وجدت بعض الحيوانات الثديية سبيلاً للبقاء عبر امتلاكها خصائص فسيولوجية وسلوكية تساعدها على مقاومة هذه الظروف.
ومن أبرز هذه الخصائص:
القدرة على الحفاظ على الماء داخل الجسم والحد من فقدانه سواء عن طريق العرق أو البول، لضمان توازن حرارة الجسم.
القدرة على الاحتفاظ بدرجة حرارة ثابتة مهما ارتفعت حرارة الجو المحيط.
أما الحيوانات الصغيرة فتتجه غالبًا إلى الاحتماء داخل الجحور والمساكن هربًا من الحرارة حتى المساء، حين تنخفض درجات الحرارة وتعود الظروف مناسبة لنشاطها. لكن الحيوانات الكبيرة مثل الجمال لا تستطيع الاحتماء تحت الأرض، مما يفرض عليها مواجهة أشعة الشمس المباشرة والحرارة المرتفعة بشكل مباشر.
ورغم ندرة الموارد المائية وقلة الغطاء النباتي، الذي يقتصر غالبًا على نباتات شوكية وملحية لا تصلح غذاءً لكثير من الكائنات، فإن الإبل استطاعت بفضل ما تتميز به من قدرات تشريحية وفسيولوجية وسلوكية فريدة أن تتأقلم مع البيئة الصحراوية القاسية، لتظل أحد أهم الحيوانات القادرة على العيش والعمل في مناطق يستحيل على غيرها البقاء فيها.
