في ظل تزايد مقاطع الفيديو التي تكشف عن عمليات غش عسل النحل، والتي أثارت استياءً واسعًا بين المستهلكين، يزداد القلق بشأن جودة هذا المنتج الطبيعي الذي يُعد غذاءً ودواءً في آن واحد. 

ولمواجهة هذه الممارسات التي تهدف إلى الربح السريع على حساب المستهلك، يكشف الدكتور سعد مصطفى أبو ليلة، أستاذ متفرغ بقسم بحوث النحل بوزارة الزراعة، أبرز طرق الغش، ويقدم نصائح لكشف العسل الأصلي.

حقيقة عسل السدر وطرق غشه

يوضح الدكتور أبو ليلة أن مصر لا تنتج كميات كافية من عسل السدر، نظرًا لحاجة هذا النوع من العسل إلى مساحات شاسعة مزروعة بأشجار النبق، وهو ما لا يتوفر بكثرة في الأراضي المصرية.

ويشير إلى أن كثيرًا من المواطنين يعتقدون خطأً أن أي عسل بلون غامق هو "عسل سدر"، ويوضح أن غمقان لون العسل قد ينتج عن تعريضه لدرجات حرارة عالية، مما يحول لونه من الأصفر الفاتح إلى اللون الغامق بهدف تضليل المستهلك.

كيف تفرق بين العسل الأصلي والمغشوش؟

ويحذر الدكتور أبو ليلة من إطلاق أحكام عامة بأن جميع أنواع العسل مغشوشة، ويقدم اختبارات سريعة تتطلب بعض الخبرة لكشف العسل المغشوش:
1- اختبار الطعم: تذوق العسل. إذا تسبب العسل في بحة عند استحلابه (ذوبانه في الفم)، فهذا غالبًا ما يشير إلى أنه مغشوش.
2- اختبار الرائحة: العسل الطبيعي يحمل رائحة مميزة تشبه رائحة الخلية، وهي علامة تحتاج إلى خبرة للتمييز.
3- اختبار الانسياب: العسل الطبيعي ينساب مرة واحدة بشكل متواصل دون وجود خطوط أو انفصال، بينما العسل المغشوش قد يظهر فيه انقطاع أو عدم تجانس في الانسياب.

ويضيف الدكتور أبو ليلة أن جميع مكونات العسل، سواء كان من الموالح أو النباتات الطبية، متشابهة ولكنها تختلف في النسب (أحادية، ثنائية)، وأن نسبة السكر في العسل الطبيعي لا تتجاوز 30%.

إنتاج وتصدير العسل في مصر
تؤكد الأرقام أن مصر لاعب رئيسي في سوق العسل والنحل:

• تُصدر مصر حوالي 3000 إلى 4000 طن من عسل النحل سنويًا إلى الدول العربية، بقيمة تقدر بنحو 300 مليون دولار.
• يبلغ الإنتاج السنوي لمصر من عسل النحل حوالي 35 ألف طن، بمتوسط إنتاج يتراوح من 7 إلى 8 كيلوجرامات للخلية الواحدة سنويًا.
• يصل متوسط استهلاك الفرد من العسل يوميًا إلى 100 جرام.
• تُصدر مصر أيضًا النحل في صورة طرود حية، حيث يصل عدد الطرود المصدرة سنويًا إلى 1.2 مليون طرد، مما يسهم بشكل كبير في جلب العملة الصعبة للبلاد.

سلالات نحل العسل المرباة في مصر:

تتنوع سلالات نحل العسل المرباه في مصر، ولكل منها خصائصها المميزة:

1- النحل المصري:

• صغير الحجم، لونه أصفر مع زغب أبيض فضي لامع.
• يُعرف بشراسة طباعه، وعدم تحمله للبرد، وقله إنتاجه من العسل.
• ذكوره قادرة على تلقيح ملكات النحل من السلالات الأخرى، ومقاوم لمعظم الأمراض، وذو كفاءة عالية في تلقيح الأزهار.
• يُربى تقليديًا في الخلايا الطينية، ويمكن تربيته حديثًا في خلايا خشبية ذات مواصفات خاصة لتسهيل فحصه.
• تم تحديد واحة سيوة كموقع لإكثار وتربية هذه السلالة للحفاظ عليها من الانقراض.

2- النحل الكرنيولي:

• كبير الحجم، لونه رمادي غامق (سنجابي).
• يتميز بهدوء طباعه وسهولة التعامل معه.
• ملكاته نشطة في وضع البيض، وشغالاته تجمع العسل بوفرة، وشمعها ناصع البياض يصلح لإنتاج القطاعات العسلية.
• خصّصت وزارة الزراعة محطات منعزلة لتربيته وإكثاره (مثل المنزلة، دمياط، والوادي الجديد)، مما أدى إلى انتخاب سلالة ذات صفات اقتصادية عالية سُميت "سلالة الوادي الجديد".
• يُمنع استيراد ملكات من الخارج وفقًا للقرار الوزاري رقم 147 لسنة 1988 خوفًا من دخول الأمراض.

3- النحل الإيطالي:

• كبير الحجم، لونه أصفر، وهادئ الطباع.
• ملكاته غزيرة البيض، ونشط في جمع العسل.
• تم استيراد ملكاته لتربيتها وإكثارها في منطقة مناجم الحديد والصلب بالواحات البحرية المنعزلة لتحسين السلالات المحلية.
• تم توزيع عذارى هذه السلالة على معظم محافظات الجمهورية منذ عام 2001.
يُقدر عدد خلايا النحل في مصر حاليًا بنحو 2 مليون خلية في المتوسط.

طرق شراء النحل:
يمكن شراء النحل بطريقتين رئيسيتين:
- طرود عادية (نويات):

• يتم ذلك غالبًا في الربيع (مارس - أبريل).
• تتكون الواحدة من خمسة أقراص مغطاة بالنحل (3 أقراص حضنة تحتوي على بيض ويرقات وعذارى، وقرصين عسل وحبوب لقاح).
• توضع داخل صندوق سفر وتُزود بملكة جيدة ونشطة.

- طرود نحل مرزوم:

• يُشترى النحل في صورة نحل فقط بدون أقراص.
• يبلغ وزن الطرد المرزوم حوالي كيلوجرام واحد، ويحتوي على ملكة داخل قفص تسفير.
• يوضع الطرد في صندوق خاص به.