تُعتبر تربية الإبل مشروعًا اقتصاديًا واعدًا يزداد أهميته في ظل التغيرات المناخية والاقتصادية الحالية، حيث تُعرف الإبل بـ"سفينة الصحراء" لما لها من فوائد متعددة تتجاوز إنتاج اللحم والألبان، فهي تمثل ثروة قومية ومصدرًا لمنتجات ذات قيمة اقتصادية عالية، مما يجعلها ركيزة أساسية لتحقيق النهضة المستدامة في قطاع الثروة الحيوانية والمساهمة في سد الفجوة الغذائية.

اختيار السلالات المناسبة

يعتمد نجاح مشروعات تربية الإبل بشكل كبير على اختيار السلالة وفقًا للهدف المحدد؛ فإذا كان الهدف هو إنتاج اللبن تُفضل السلالات الضخمة مثل السودانية أو الصومالية، بينما تُعد السلالة المغربية الخيار الأمثل لإنتاج اللحوم.

أما إذا كان الهدف مزدوجًا لإنتاج اللحم واللبن معًا، فتُعد السلالة الفلاحية المصرية خيارًا مناسبًا، إضافة إلى سلالات الهجن المخصصة للسباقات والتي تمثل قيمة سياحية واقتصادية كبرى.

التغذية السليمة للإبل

التغذية تعد عاملًا أساسيًا في نجاح المشروع، حيث يُنصح بتقديم الأعلاف الخضراء في الصباح يليها الأعلاف المركزة في المساء إلى جانب الأعلاف المالئة.

أما صغار الإبل، فتتغذى في البداية على لبن السرسوب لتقوية المناعة، ثم تُقدم لها كميات محسوبة من الحليب تناسب مراحل النمو لتجنب المشكلات الصحية مثل الإسهال. ومع التدرج في العمر يبدأ إدخال الأعلاف الخضراء والمركزة تدريجيًا حتى تصل مرحلة الفطام عند وزن يتراوح بين 110 و115 كجم، ليتم الاعتماد على الأعلاف الخشنة والمركزة بشكل أكبر.

برامج التغذية

تختلف برامج التغذية باختلاف المرحلة العمرية والهدف من التربية؛ ففي مرحلة النمو من 250 إلى 400 كجم، تُقدم للإبل كميات محددة من العلف المركز والدريس والعلف الأخضر والتبن لتكوين الجسم والعضلات.

وتزداد هذه الكميات بالنسبة للأمهات المرضعة لتلبية احتياجاتها الغذائية وضمان وفرة الحليب، بينما تحتاج الذكور المعدة للتلقيح إلى برنامج غذائي أعلى في البروتين والطاقة لدعم قدرتها التناسلية. أما الإناث الحوامل، فيُوصى بزيادة نسب الغذاء تدريجيًا خاصة في الأشهر الأخيرة قبل الولادة.

مكونات الغذاء المتكامل

لكي تحقق برامج التغذية نتائج فعّالة، يجب أن تحتوي على توازن بين البروتين والأعلاف الخضراء ومصادر الطاقة والفيتامينات والمعادن، مع توفير قوالب الأملاح المعدنية لتفادي مشاكل الولادة والمواليد.