في ظاهرة طبيعية مذهلة، زيارة النحل إلي أكثر من 2 مليون زهرة لجمع الرحيق اللازم لإنتاج كيلوغرام واحد فقط من العسل، ما يعكس الجهد الهائل الذي يبذله هذا المخلوق الصغير لإنتاج هذا المنتج الطبيعي الثمين.
يعتبر العسل من أقدم المنتجات الغذائية التي استخدمها الإنسان، ويتميز بفوائده الصحية العديدة، ولكن قليلاً من الناس يدركون مدى العمل المضني الذي يقوم به النحل من أجل إنتاجه. حيث يقوم النحل العامل بزيارة آلاف الأزهار يومياً لجمع الرحيق وتحويله إلى عسل داخل الخلية.
تبدأ رحلة النحل من زهرة إلى أخرى، حيث يمتص الرحيق بواسطة خرطومه الخاص ثم ينقله داخل معدته إلى الخلية. ويعمل النحل داخل الخلية على تحويل هذا الرحيق إلى عسل عبر عملية تبخر الماء وإضافة إنزيمات خاصة، حتى يصبح العسل كثيف القوام وحلو المذاق.
يُعد هذا الرقم الضخم من الزيارات دليلاً واضحاً على أهمية النحل في تلقيح النباتات والحفاظ على التنوع البيولوجي، إذ لا يقتصر دور النحل على إنتاج العسل فقط، بل يسهم أيضاً بشكل كبير في تلقيح المحاصيل الزراعية التي نعتمد عليها في غذائنا.
وفي ظل التحديات البيئية التي تواجه النحل من تدهور المواطن الطبيعية واستخدام المبيدات الحشرية، يشدد خبراء البيئة على ضرورة حماية هذه الحشرات الحيوية لضمان استمرار إنتاج العسل والمحافظة على الأمن الغذائي العالمي.