أ
أ
تُعد تربية الأغنام أحد العناصر الأساسية في مشاريع الثروة الحيوانية، خاصة عند اقتراب موسم الأضاحي، حيث تتطلب العملية اتباع منهجية علمية تضمن جودة الإنتاج وتحقيق أفضل المواصفات المطلوبة للأضحية.
تربية السلالات المحلية وعمليات الخلط
تُعد سلالة أغنام سوهاج من السلالات الجيدة والمناسبة للبيئة المحلية، وتتميز بأحجام معقولة واعتماد كبير على المراعي في التغذية. ومن الممارسات المتبعة لتحسين الصفات الوراثية لهذه السلالة هو خلطها مع سلالات أخرى أكثر إنتاجية، مثل العساف أو الدوربر، بهدف الاستفادة من "قوة الهجين". لكن يجب الانتباه إلى أن بعض هذه السلالات تحتاج إلى تغذية مكثفة وبيئة خاصة قد لا تكون متوفرة محليًا، لذا فإن تنفيذ هذه البرامج يتوقف على توفر الإمكانيات المناسبة.
الوزن والعمر المثالي للأضحية
الوزن المناسب للأضحية من السلالات المحلية يتراوح ما بين 40 إلى 50 كيلوغرام، وهو وزن يُعد جيدًا من حيث القيمة الإنتاجية. أما من الناحية الشرعية، فيجب ألا يقل عمر الأضحية من الغنم عن ستة أشهر، ويُفضل أن يكون دون سنة، حيث تكون جودة اللحوم أعلى ونسبة التصافي أفضل. ومع ذلك، فإن الأضحية التي تبلغ من العمر سنة إلى سنة ونصف لا تزال مقبولة شرعًا، وإن كانت جودة اللحم تقل مع التقدم في العمر.برنامج التسمين والتغذية
قبل موسم الأضاحي، من المهم اتباع برنامج تغذية مخصص للتسمين. يُمكن استخدام العليقة المركزة التجارية بنسبة بروتين 14%، أو تحضير خلطة يدوية لضمان جودة المكونات. تتكون الخلطة عادة من:60% ذرة
25% نخالة
15% كسب صويا (46% بروتين)
بالإضافة إلى إضافات غذائية مثل البريمكس (الفيتامينات والأملاح)، الخميرة لتحسين الهضم، مضاد سموم، ملح الطعام، وبودرة البلاط بكميات مدروسة.
كميات العلف ومعدلات النمو
يستهلك الحيوان عادة ما يعادل 4% من وزنه من المادة الجافة يوميًا. فعلى سبيل المثال، خروف يزن 40 كيلوجرامًا يستهلك نحو 1.6 كيلوجرام من المادة الجافة يوميًا، منها حوالي 1 إلى 1.25 كيلوجرام من المادة المركزة، والباقي من المادة الخشنة. ويمكن استخدام بدائل منخفضة التكلفة مثل عرش الفول السوداني بدلًا من البرسيم الحجازي لتقليل التكاليف. ومع الالتزام بالتغذية المناسبة، يمكن تحقيق معدل نمو يتراوح بين 200 إلى 250 جرامًا يوميًا، مما يسمح للحملان المفطومة ببلوغ الوزن المثالي خلال فترة ثلاثة أشهر.توقيت التغذية وأهمية الماء
يُفضل تقديم الوجبات الغذائية مرتين يوميًا لضمان هضم أفضل وزيادة كفاءة التحويل الغذائي داخل الكرش، كما أن خلط العلف المركز مع المادة الخشنة في وجبة متجانسة (TMR) يعزز الاستفادة من العناصر الغذائية. يُنصح بأن تكون الوجبات في مواعيد محددة، مثل السادسة صباحًا والثانية بعد الظهر.
كما يجب توفير مياه الشرب بشكل دائم، مع إمكانية إضافة مواد وقائية بسيطة مثل كلوريد الأمونيوم لتجنب حدوث حصوات بولية لدى الحيوانات التي تعتمد على علائق غنية بالمركزات.
