أ
أ
تعد تربية الأغنام واحدة من المجالات الهامة في قطاع الثروة الحيوانية في مصر، حيث تحقق قيمة اقتصادية كبيرة، خاصة في ظل متطلبات السوق واحتياجات الناس للأضاحي ولحوم الضأن.
وضمن هذا السياق، يقدم الدكتور يوسف حسين حافظ، أستاذ رعاية الحيوان بقسم بحوث تربية الأغنام في معهد بحوث الإنتاج الحيواني، نصائح متخصصة حول تربية الأغنام وأهميتها الاقتصادية، كما قدم برنامجًا خاصًا للمربيين الجدد.
الأهمية الاقتصادية لتربية الأغنام
تعد الأغنام من القطاعات الأساسية في الثروة الحيوانية المصرية، حيث تساهم بشكل كبير في توفير اللحوم الحمراء والألبان، ويعتبر هذا القطاع بمثابة "رمانة الميزان" في الثروة الحيوانية، خاصة إذا تم الاهتمام بتربية الأغنام وفقًا للأسس العلمية الحديثة، تشير الأبحاث إلى أهمية تربية الأغنام لكونها مصدرًا رئيسيًا للأغذية في مصر، حيث يُعتمد عليها في إنتاج اللحوم ذات الجودة العالية، فضلاً عن أن صوفها يُعد من المنتجات المهمة الأخرى.
مميزات تربية الأغنام
أوضح الدكتور يوسف حسين حافظ العديد من مميزات تربية الأغنام، مؤكدًا على أن تربية الأغنام تتفوق على تربية المجترات الكبيرة مثل الأبقار والجاموس من حيث تكلفتها، حيث أنها تعتمد بشكل رئيسي على الرعي في المراعي الطبيعية، ولا تحتاج إلى مساحة كبيرة أو مكان مخصص للعيش، كما تتمتع الأغنام بكفاءة تناسلية عالية، حيث يمكن لبعض السلالات أن تُنتج أكثر من 1.6 حمل لكل 100 نعجة.تتمثل ميزة أخرى في كون الأغنام من المجترات الصغيرة التي يمكنها تحويل المخلفات الزراعية والأعشاب إلى لحوم وصوف، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لتربية الأغنام في المساحات الصغيرة أو المزارع التي ليست كبيرة.

الأغنام كمشروع مثالي للشباب
أشار الدكتور حافظ إلى أن تربية الأغنام تعتبر من أفضل المشاريع المناسبة للشباب، حيث لا تحتاج إلى رأس مال كبير أو مكان واسع، مقارنةً بالمشاريع الأخرى مثل تربية الأبقار أو الجاموس التي تتطلب تكلفة أعلى وخبرات أكبر. وأضاف أن تربية الأغنام تساهم في توفير لحوم الضأن، التي تعتبر من أغلى أنواع اللحوم، وبالتالي تساعد في خفض سعر اللحوم الحمراء في الأسواق.
ومن الجدير بالذكر أن تربية الأغنام لا تتطلب الكثير من المخاطرة أو تكاليف الإنتاج العالية، مما يجعلها مشروعًا اقتصاديًا مربحًا للشباب في جميع أنحاء مصر.
السلالات المحلية للأغنام
تتوزع سلالات الأغنام في مصر على مناطق متعددة، وكل سلالة لها خصائص مميزة تتناسب مع البيئة المحلية. ومن أشهر السلالات المحلية للأغنام في مصر:• سلالة الرحماني: توجد في منطقة الرحمانية بالبحيرة وتتميز بحجمها الكبير وصوفها البني وأذنها الرومانية.
• سلالة الأوسيمي: تنتشر في الجيزة والصعيد، وهي معروفة بجودتها وقدرتها على التأقلم مع المناخ المصري.
• سلالة البرقي: توجد في الساحل الشمالي الغربي بمحافظات مطروح والإسكندرية والفرافرة.
• سلالة السعيدي: تنتشر في أسيوط وتتميز بقدرتها على التكيف مع المناخ الصحراوي.

نصائح للمربي الجديد
لمن يرغب في دخول مجال تربية الأغنام لأول مرة، قدم الدكتور يوسف حسين حافظ عدة نصائح مهمة:1- البدء بمشروع التسمين: يُعد مشروع التسمين من أفضل المشاريع للمربي الجديد، حيث يتم تربية الحملان لفترة تتراوح من 4 إلى 6 أشهر قبل بيعها، وهو مشروع غير مكلف وعائده المادي جيد.
2- اختيار المساحة المناسبة: يُفضل أن يتم تخصيص مساحة صغيرة للمشروع، حيث يمكن تربية حوالي 10 حملان في مساحة من متر إلى متر ونصف.
3- توفير برنامج غذائي بسيط: يُنصح بتوفير علف ومياه للحيوانات، مع استخدام ما هو متاح من مخلفات زراعية أو أعلاف رخيصة لتقليل التكلفة.
4- تكوين قطيع نواة: في حالة وجود مكان دائم، يمكن للمربي البدء بعشر نعاج وكبش واحد، وهو ما يعتبر أساسًا لبدء قطيع تربية خاص.
5- استثمار في السلالات المناسبة: ينبغي للمربي الجديد البحث عن السلالات المحلية التي تتكيف مع البيئة المحلية، حيث يُعتبر ذلك من أهم عوامل النجاح في المشروع.

الخلاصة
تربية الأغنام تعتبر من المشاريع الزراعية المربحة والمناسبة للمربي الجديد، خاصة في ظل الأهمية الاقتصادية التي تمثلها في قطاع الثروة الحيوانية. يتطلب الأمر اهتمامًا بالسلالات المحلية وتوفير الظروف المناسبة للتغذية والعناية الصحية بالأغنام. مع اتباع الطرق العلمية الموصى بها، يمكن تحقيق عائد جيد من تربية الأغنام في مصر.