تُشكّل الأملاح المعدنية، أو ما يُعرف بـ"الرماد"، جزءًا حيويًا من التركيب البيولوجي للطائر، حيث تمثل حوالي 3-5% من وزن الطائر الحي و10% من الوزن الكلي للبيضة, تلعب هذه المعادن أدوارًا متعددة وحاسمة في وظائف الجسم المختلفة، بدءًا من بناء الهيكل العظمي وحتى تنظيم العمليات الحيوية المعقدة, أي خلل في مستوياتها، سواء بالنقص أو الزيادة، يمكن أن يؤدي إلى ظهور أمراض واضطرابات خطيرة في قطيع الدواجن.

تصنيف الأملاح المعدنية وأدوارها الحيوية
تُصنّف المعادن غذائيًا بناءً على كمياتها التي يحتاجها الجسم أو دورها الوظيفي:

حسب الكمية المطلوبة:

معادن رئيسية: يحتاجها الجسم بكميات كبيرة.

معادن قليلة أو نادرة (عناصر أثرية): يحتاجها الجسم بكميات ضئيلة جدًا.

حسب الدور الوظيفي في الجسم:

(أ) معادن بناء الهيكل العظمي: وتشمل الكالسيوم والفسفور.

(ب) معادن الاتزان الحمضي والقلوي والضغط الاسموزي: وتشمل الصوديوم، البوتاسيوم، والكلور.

(ج) العناصر النادرة: وتشمل المغنيسيوم، المنجنيز، الحديد، الزنك، النحاس، اليود، السيلينيوم، والكوبلت.

تفاصيل العناصر المعدنية الرئيسية وأثرها على الدواجن
(أ) معادن بناء الهيكل العظمي:

الكالسيوم:
يُعتبر الكالسيوم شريكًا أساسيًا للفسفور في تكوين العظام، حيث يمثل أكثر من 90% من كالسيوم الجسم في الهيكل العظمي, إلى جانب بناء وصيانة الهيكل العظمي أثناء النمو وبناء قشرة البيضة في الدجاج البياض، يلعب الكالسيوم أدوارًا حيوية في:

تجلط الدم.

انتظام ضربات القلب.

المحافظة على الاتزان الحمضي والقلوي بالجسم.

الاحتياجات:

الطائر النامي: 0.9 - 1.2% من الغذاء.

الدجاج البياض: يصل إلى 3.5% من الغذاء.

أعراض النقص: تباطؤ النمو، انخفاض استهلاك الغذاء، ارتفاع معدل التمثيل القاعدي، قلة النشاط والحساسية، ظهور كساح الكالسيوم، زيادة القابلية للنزيف الدموي، زيادة حجم البول، قلة إنتاج البيض، انخفاض تركيز الكالسيوم، وانخفاض رماد العظام.

تأثير الزيادة: تؤدي الزيادة الكبيرة عن الاحتياجات إلى اختلال توازن الأملاح المعدنية، وتقليل الاستفادة من الزنك والمنجنيز, تظهر أعراض مثل ترسب أملاح الكالسيوم في الحالب، زيادة معدل النفوق، ضعف حجم ونشاط غدة جار الدرقية، قلة حجم الغذاء المستهلك، توقف النمو، وتأخر البلوغ الجنسي.

الفوسفور:
يُشارك الفوسفور الكالسيوم في بناء الهيكل العظمي، وله أهمية كبرى في:

حجز الطاقة (تخليق ATP).

فسفرة الجلوكوز لمنعه من الخروج من الخلية.

تمثيل الكربوهيدرات.

تركيب الأحماض النووية وعدد من الإنزيمات ومرافقاتها.

الاحتياجات: يرتبط بالفوسفور، والنسبة بين الكالسيوم والفوسفور يجب أن تكون حوالي 1.6:1 في حالة النمو، و7.6:1 في حالة الدجاج البياض.

أعراض النقص: فقدان الشهية، توقف النمو، الضعف العام والنفوق، وقد تظهر أعراض الكساح.

(ب) عناصر الاتزان (الضغط الاسموزي والتوازن الحمضي-القلوي):

تعمل هذه العناصر على استقرار البيئة الداخلية للكائن الحي.

الصوديوم، البوتاسيوم، والكلور: هذه العناصر الثلاثة مترابطة بشكل وثيق, الصوديوم هو الكاتيون الرئيسي خارج الخلية، بينما البوتاسيوم هو الكاتيون الأساسي داخل الخلية.

تأثير نقص الصوديوم: انخفاض سرعة النمو، تراجع إنتاج البيض، قلة استهلاك العلف، زيادة حالات الافتراس، رخاوة العظام، خمول في الغدد الجنسية، قلة حجم بلازما الدم، نقص مرونة الأنسجة تحت الجلد، زيادة نسبة حمض البوليك في الدم، وحدوث صدمة قد تنتهي بالنفوق.

تأثير زيادة الصوديوم: يؤثر سلبًا على نشاط عضلة القلب ويسبب ضعفها، ويؤدي إلى زيادة استهلاك مياه الشرب.

تأثير نقص البوتاسيوم: ضعف عام في العضلات، ضعف في عضلة القلب، وضعف في عضلات التنفس.

أعراض نقص الكلور: ضعف النمو وارتفاع نسبة النفوق، فقدان الماء من الجسم (الجفاف)، قلة نسبة الكلور في الجسم، يصبح الطائر عصبيًا وحساسًا لأقل صوت حاد، مما ينتج عنه مظهر عصبي وسقوط الطائر بأرجله مشدودة للخلف.

(ج) العناصر المعدنية النادرة (العناصر الأثرية)

على الرغم من وجودها بكميات ضئيلة (لا تزيد عن جزء في المليون)، إلا أن هذه العناصر ضرورية للحياة والإنتاج, يؤدي عدم توفرها إلى ظهور أعراض نقص غذائي وتقليل كفاءة التمثيل الغذائي.

المغنيسيوم:

يوجد بشكل أساسي داخل الخلية، وضروري للحياة والإنتاج (نمو أو بيض), ينشط العديد من الإنزيمات، خاصة تلك التي تنقل مجموعات الفوسفات (مثل تخليق ATP).

أعراض النقص: الكتاكيت حديثة الفقس التي تتغذى على علف خالٍ من المغنيسيوم يقل نموها ثم تنفق, إذا كانت كمية المغنيسيوم قليلة، يقل النفوق لكن النمو يكون بطيئًا وتحدث تقلصات, في الدجاج البياض، يؤدي النقص إلى بيض ذو قشرة رقيقة وهشة، وقد يتوقف إنتاج البيض كليًا.

المنجنيز:

ينشط عددًا من الإنزيمات الهامة في الوظائف الحيوية.

أعراض النقص: في الكتاكيت الناتجة من أمهات فقيرة في المنجنيز تظهر أعراض عدم تناسق في الحركات الإرادية (تشبه أعراض نقص فيتامين B), تظهر أعراض الانزلاق الوتري في الدجاج النامي، وينخفض إنتاج البيض ونسبة الفقس، وتزداد نسبة البيض ذو القشرة الرفيعة ومعدل النفوق الجنيني بشكل كبير في الدجاج البياض.

الحديد:

منذ القدم، عُرف أن نقص الحديد يسبب فقر الدم (الأنيميا).

أعراض النقص: حدوث أنيميا، قلة حجم كرات الدم الحمراء، إزالة الألوان من الدجاج الملون (في الريش والمنقار).

السيلينيوم:

عنصر هام يؤدي نقصه إلى ظهور أعراض مشابهة لنقص فيتامين E, يؤثر نقصه على إنتاج البيض ونسبة الفقس، التي تنخفض سريعًا إلى الصفر عند غيابه.

الزنك:

يدخل في العديد من الأنظمة الإنزيمية، وله أهمية في تغذية الدواجن, يتواجد بكثرة في الخلايا الطلائية للأمعاء، الكلى، وغدد الجسم، وهو أساسي في تمثيل ثاني أكسيد الكربون ويدخل في تركيب بعض إنزيمات الببتيدات، مما يجعله مهمًا في هضم البروتين.

أعراض النقص: تأخر النمو، قلة الاستفادة من العلف، قصر وسمك عظمة الساق، تضخم عظمة الكوع، التهابات جلدية في القدم، وضعف الترييش.

النحاس:

يحتاجه الطائر بكميات قليلة جدًا لأداء أجهزته بكفاءة، ويدخل في تركيب العديد من الإنزيمات.

أعراض النقص: الأنيميا، الكساح، سهولة كسر العظام، شلل تقلصي، فقدان القدرة على تنسيق الحركات الإرادية، وفقدان ألوان الريش.

اليود:

أعراض النقص: زيادة حجم الغدة الدرقية، قلة إنتاج البيض، زيادة ترسيب الدهن في الجسم، انخفاض نسبة الفقس، وانخفاض معدل التمثيل القاعدي.

يُعد الفهم الشامل لدور الأملاح المعدنية واحتياجات الدواجن منها ضروريًا لأي مربي، لضمان صحة القطيع وزيادة الإنتاجية وتقليل الخسائر الناتجة عن الأمراض الغذائية.