يُعدّ "الجمبري القاتل"، أو كما يُعرف علميًا بـ"الجمبري السردوكي" (Mantis Shrimp)، أحد أكثر المخلوقات البحرية إثارة للدهشة، بفضل قدراته الفريدة التي تفوق حجمه الصغير.

و يشتهر هذا الكائن بقوته المذهلة، وطرق صيده غير التقليدية، وقدرته على إصدار صوت يضاهي قوة طلقة الرصاص.

ضربة خارقة وصوت مذهل

يمتلك الجمبري القاتل مخالب صغيرة لكنها شديدة القوة، يستطيع بها توجيه ضربة بسرعة تصل إلى أكثر من 80 كيلومترًا في الساعة. هذه الضربة السريعة لا تسبب صدمة مباشرة للفريسة فحسب، بل تولّد أيضًا حرارة فورية تصل إلى 4000 درجة مئوية، ما يؤدي إلى غليان الماء لحظيًا حول الفريسة.

المثير للدهشة هو الصوت الهائل الناتج عن هذه العملية. فعندما يضرب الجمبري القاتل، تتكون فقاعة غازية تُعرف بـ"فقاعة التجويف" تنفجر بصوت عالٍ جدًا، لدرجة أن الغواصين يمكنهم سماعه من مسافات بعيدة. هذا الانفجار الصوتي لا يقتل الفريسة بالضربة المباشرة فحسب، بل يسبب لها أيضًا صدمة موجية قاتلة.

قدرات بصرية فريدة واستخدامات مستقبلية

يمتلك الجمبري القاتل حاسة بصر خارقة تفوق مثيلاتها لدى أي كائن آخر، حيث يحتوي على 16 نوعًا من مستقبلات الضوء مقارنةً بثلاثة فقط لدى الإنسان. هذه القدرة الفريدة تمكّنه من رؤية الأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء، والتمييز بين الألوان بدرجة مذهلة، ما يساعده في رصد فرائسه بدقة حتى في أعماق البحار المظلمة.

تُثير قدراته الطبيعية إعجاب العلماء، الذين يجرون أبحاثًا لتقليد بنية أطرافه القوية لتطوير مواد خفيفة ومتينة للطيران والدروع. كما يُعد جهازه البصري مصدر إلهام لتطوير تقنيات رؤية طبية وأجهزة بصرية متقدمة.

أنواع وأماكن انتشار الجمبري القاتل
يوجد أكثر من 400 نوع من الجمبري القاتل، تنقسم إلى مجموعتين رئيسيتين:

• الضارب "smasher": يستخدم أطرافه القوية التي تشبه المطارق لتحطيم أصداف القشريات.
• الطاعن "spearer": يتميز بأطراف حادة كالحربة لاصطياد الأسماك.

ينتشر الجمبري القاتل بكثرة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، خاصةً في الشعاب المرجانية بالمحيطين الهندي والهادئ، وأحيانًا في مياه البحر الأحمر. ورغم خطورته على الكائنات البحرية، فإنه لا يشكل تهديدًا كبيرًا للبشر، لكن يجب الحذر عند التعامل معه لتجنب جروحه المؤلمة.