في إطار حرص معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية التابع لمركز البحوث الزراعية على تنمية قدرات ومهارات الكوادر العاملة في مجال التصنيع الغذائي والباحثين والهيئة المعاونة على استخدام التكنولوجيات الحديثة في تطوير قطاع التصنيع الغذائي بصفة عامة وتكنولوجيا اللحوم بصفة خاصة.
نظم المعهد ندوة بعنوان " تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال تكنولوجيا اللحوم " القاء الدكتورة شيماء السيد عبد الحميد الباحث بقسم تكنولوجيا اللحوم والأسماك، يأتي هذا بناء على توجيهات وزير الزراعة الأستاذ علاء الدين فاروق وتحت رعاية الأستاذ الدكتور عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية.
وقد أشار الدكتور السيد شريف مدير المعهد ان قطاع تكنولوجيا اللحوم يعاني من عدة تحديات تؤثر على كفاءة الإنتاج وجودة المنتجات. أبرز هذه التحديات الاعتماد الكبير على الأساليب اليدوية في المراقبة واتخاذ القرارات، مما يؤدي إلى بطء الاستجابة للمشكلات مثل ظهور الأمراض أو تراجع جودة اللحوم.
ومع التطور التكنولوجي السريع، برز الذكاء الاصطناعي كعنصر أساسي في تطوير مختلف القطاعات، ومنها صناعة اللحوم، التي تُعد من الصناعات الحيوية المرتبطة بالأمن الغذائي والاستدامة البيئية. فالذكاء الاصطناعي أصبح أداة فعالة ومتقدمة تُستخدم على نطاق واسع في مجال تكنولوجيا اللحوم، بداية من تربية الحيوان والإنتاج حتى المعالجة والتوزيع.
من جانبه أكد دكتور عاطف عشيبة وكيل المعهد للإرشاد والتدريب ان استخدام الذكاء الاصطناعي يساهم في الحد من الفاقد، وزيادة الإنتاج، وخفض التكاليف، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على البيئة، خاصة أن قطاع الإنتاج الحيواني يُعد من المصادر الرئيسية لانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وقد أحدث الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في مجال تكنولوجيا اللحوم، من خلال تحسين عمليات الإنتاج، وتعزيز جودة المنتجات، والكشف عن حالات غش اللحوم بدقة، باستخدام تقنيات مثل الرؤية الحاسوبية Computer Vision والتعلم الآلي Machine Learning حيث تتيح هذه الأنظمة تحليل الصور المجهرية والتركيب الكيميائي للحوم، مما يساعد في التعرف على الغش، مثل خلط أنواع مختلفة من اللحوم أو إضافة مواد غير مصرح بها، إلى جانب الكشف عن مدى فساد اللحوم والحمل الميكروبي بها، باستخدام أجهزة حديثة مثل AI-Nose. .
كما يستخدم الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة اللحوم ومعالجتها من ضبط عمليات الذبح والتقطيع وذلك عبر أنظمة ذكية تحدد بدقة نقاط القطع لتحقيق أعلى كفاءة وتقليل الفاقد.
أشارت الدكتورة شيماء السيد عبد الحميد أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم في تطوير بدائل نباتية للحوم باستخدام تقنيات متقدمة مثل الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد التي تُحاكي الطعم والملمس الحقيقي للحوم. وتُستخدم تقنيات التعلم الآلي أيضًا لمراقبة صحة الحيوانات، والتنبؤ بالأمراض، وتحسين التغذية والنمو.
وبالإضافة إلى ذلك، يدعم الذكاء الاصطناعي التوجه نحو إنتاج اللحوم المزروعة معمليًا، التي تمثل بديلًا مستدامًا لتلبية الطلب العالمي المتزايد على البروتين الحيواني، مع تقليل الأثر البيئي الناتج عن أساليب الإنتاج التقليدية.