أ
أ
تُعد الإغوانا، بطلتها الشبيهة بالديناصورات وحجمها الكبير، من أشهر السحالي في المناطق الاستوائية, هذا الزاحف المذهل، الذي يستطيع التكيف مع بيئات متنوعة من الغابات الكثيفة إلى المناطق المائية، يجذب انتباه عشاق الطبيعة وعلماء الأحياء على حد سواء, لنلقِ نظرة أقرب على هذه الكائنات الرائعة، من تصنيفها وخصائصها البيولوجية إلى سلوكها والمخاطر التي تواجهها.
الإغوانا.. عملاق السحالي بجلد خشن وحواس حادة
تُصنف الإغوانا ضمن أكبر السحالي في العالم، حيث يمكن أن يصل طولها إلى مترين، بما في ذلك ذيلها القوي والحاد الذي تستخدمه كسلاح دفاعي فعال ضد الأعداء, يتميز جسم الإغوانا بالقوة والرشاقة، ويغطيه جلد خشن مليء بالحراشيف، ما يوفر لها حماية ممتازة في بيئتها الطبيعية, تتنوع ألوان الإغوانا؛ فالإغوانا الخضراء تتميز بلونها الأخضر الزاهي، بينما تتخذ الإغوانا البحرية لونًا رماديًا داكنًا, لافت للنظر أيضًا امتلاكها جفنًا ثالثًا شفافًا، يساعدها على حماية عينيها من الأتربة والعناصر الطبيعية أثناء التنقل أو الغوص.
تتمتع الإغوانا بحواس متطورة تتناسب تمامًا مع حياتها البرية, فبصرها حاد يمكّنها من اكتشاف الحركة بسهولة، حتى في الظلال الكثيفة للغابات، مما يساعدها في مراقبة الأعداء والبحث عن الطعام, كما أن حاسة الشم لديها قوية، تستخدمها لاستكشاف بيئتها وتحديد مصادر الغذاء, وتمتلك أيضًا حاسة تذوق مميزة، تمكنها من تحديد النباتات الصالحة للأكل.
بيئات متنوعة ونظام غذائي نباتي
تعيش الإغوانا بشكل أساسي في الغابات الاستوائية المطيرة والمناطق الساحلية الدافئة، حيث تفضل الأماكن القريبة من المياه التي توفر لها الغذاء والمأوى, غالبًا ما تُشاهد هذه الزواحف وهي تتسلق الأشجار وتقضي وقتها على الأغصان، لتجنب الحيوانات المفترسة والبحث عن الغذاء, تظهر بعض الأنواع، مثل الإغوانا البحرية، تأقلمًا مذهلاً مع الحياة في المناطق الساحلية الصخرية، حيث تستطيع الغوص في المحيط للبحث عن الطحالب البحرية كغذاء.
تُصنف الإغوانا ضمن الحيوانات العاشبة، وتعتمد في غذائها بشكل أساسي على النباتات, تشمل وجباتها الرئيسية الأوراق الخضراء، الأزهار، والفواكه, تُفضل الإغوانا الخضراء التغذي على النباتات التي تنمو في الأشجار، بينما تعتمد الإغوانا البحرية بشكل كامل على الطحالب البحرية, في بعض الأحيان، قد تتناول الإغوانا الصغيرة الحشرات أو الفقاريات الصغيرة إذا كانت متاحة, يلعب دور الإغوانا في النظام البيئي دورًا هامًا، حيث تساهم في نشر البذور من خلال فضلاتها، مما يدعم نمو النباتات في الغابات ويحافظ على التوازن البيئي.
