يحظى سمك البلطي بمكانة بارزة ضمن أهم أنواع الأسماك التي تُربى في المزارع، نظرًا لما يتمتع به من مواصفات بيولوجية وسلوكية تجعل منه خيارًا مثاليًا للمزارع السمكية في مصر والعديد من دول العالم، حيث يتميز بقلة الدهون، وقدرته على تحمل الكثافة العالية في الأحواض، ومرونته في العيش ضمن مستويات منخفضة من الأكسجين الذائب في الماء.

ويُعرف البلطي بقدرته على التكيّف مع أنواع متعددة من الغذاء، سواء كانت طبيعية أو صناعية، إضافة إلى مقاومته العالية للأمراض والطفيليات، وقدرته على النمو في بيئات ذات درجات ملوحة متفاوتة، مما يعزز فرص نجاح تربيته في مناطق متعددة.


وبجانب أهميته الاقتصادية، يتمتع البلطي بخصائص صحية جيدة، حيث يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون ولا توجد عظام داخل أنسجته اللحمية، ما يجعله مرغوبًا بشكل كبير للاستهلاك المباشر.

الحرارة المثالية ونمط التكاثر

فيما يتعلق بالعوامل البيئية، تُعد درجة الحرارة من العوامل الحاسمة في نجاح دورة حياة البلطي، إذ تتراوح الدرجة المثالية لنموه وتكاثره بين 20 إلى 30 درجة مئوية. وعلى الرغم من قدرة بعض أنواعه على البقاء في مياه قد تصل حرارتها إلى 10 درجات، إلا أن التكاثر لا يحدث إذا انخفضت الحرارة عن 20 درجة.

كما يرتبط سلوك التكاثر للبلطي ارتباطًا وثيقًا بالعوامل البيئية مثل طول الفترة الضوئية، والحرارة، والملوحة، وهطول الأمطار. ففي المناطق الاستوائية، قد يستمر موسم التكاثر طوال العام، بينما تقل عدد مرات التفريخ في المناطق التي تشهد انخفاضًا موسميًا في الحرارة.


ويُظهر البلطي سلوكًا تكاثريًا مميزًا، إذ يقوم الذكر بحفر عش في قاع الحوض لجذب الأنثى، حيث يتم وضع البيض وتخصيبه، ويستمر كل من الذكر والأنثى في رعاية البيض حتى الفقس. وفي أنواع أخرى، تقوم الأنثى بحمل البيض داخل فمها حتى يفقس، ثم ترعى صغارها بحمايتهم داخل فمها عند الشعور بالخطر، في سلوك يُعد من الأنماط الفريدة في عالم الأسماك.

ويؤكد الخبراء أن إدراك هذه الصفات البيولوجية والسلوكية مهم للغاية عند التفكير في إنشاء مزارع لتربية البلطي، لضمان أفضل إنتاجية وجودة، خاصة في ظل التحديات المناخية المتسارعة التي تواجه قطاع الاستزراع السمكي عالميًا.