تُعد الثروة الحيوانية من الركائز الأساسية في منظومة الأمن الغذائي، لذلك تحرص الدولة والجهات المعنية على دعمها والحفاظ عليها من خلال تقديم العديد من الدراسات والأبحاث العلمية. وقد أظهرت هذه الدراسات وجود علاقة وثيقة بين الطريقة التي يُعامل بها المربون الحيوانات وبين مستوى الإنتاج الذي يمكن تحقيقه، خصوصًا في القطاعات المرتبطة بالحيوانات الحلابة.
فالتعامل الرؤوف واللين مع الحيوانات لا يقتصر على كونه سلوكًا أخلاقيًا فقط، بل له تأثير مباشر على الصحة النفسية للحيوان، ما ينعكس إيجابيًا على كمية وجودة الإنتاج. فقد ثبت علميًا أن الحيوانات التي تُعامل بلطف وتشعر بالألفة مع من يعتني بها، تفرز هرمونات تساعد على تحسين وظائف الجسم، من بينها زيادة إدرار اللبن، نتيجة لاتساع القنوات الخاصة به داخل الضرع.
في المقابل، فإن القسوة في التعامل تؤدي إلى إفراز هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين، والتي تُعيق هذه الوظائف الحيوية، وتؤدي إلى تراجع واضح في الإنتاج، سواء في اللبن أو الوزن أو النمو العام للحيوان.
من هنا، تؤكد التوصيات الصادرة عن الدراسات المتخصصة على أهمية تدريب وتأهيل المربين على أسس التعامل الإنساني والرحيم مع الحيوانات، باعتبارها من العوامل الأساسية للحفاظ على الثروة الحيوانية وزيادة كفاءتها، بما يعود بالنفع على الإنتاج المحلي والصناعات المرتبطة به.