تُعدّ تربية الأحياء المائية من الهوايات المحبوبة لدى الملايين حول العالم. وتُعتبر دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة أكبر سوق لأسماك الزينة، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتل المركز الأول كأكبر مستورد لهذه الأسماك على مستوى العالم.

ورغم عدم توفر أرقام دقيقة عن القيمة الإجمالية لصناعة أسماك الزينة، تشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة (1996 - 2005) إلى أن قيمة واردات أسماك الزينة واللافقاريات إلى مختلف دول العالم بلغت نحو 278 مليون دولار أمريكي. كما قدّرت دراسات صناعة الحيوانات الأليفة أن قيمة صناعة أحواض السمك تتجاوز مليار دولار أمريكي.

أغلب الأسماك المستخدمة في أحواض الزينة تنتمي إلى المياه العذبة، لكن في السنوات الأخيرة زاد الإقبال على اقتناء الأسماك البحرية، خاصة بعد انتشار أفلام الأطفال التي ظهرت فيها أسماك بحرية ملونة. وساهم التقدم في تكنولوجيا تربية الأسماك ومعدات الأحواض في تسهيل ممارسة هذه الهواية.

من الاتجاهات الحديثة والمنتشرة بسرعة في هذا المجال، إنشاء أنظمة بيئية مصغرة للشعاب المرجانية داخل الأحواض. وهي عبارة عن أحواض مياه مالحة تركّز على اللافقاريات بشكل أساسي وتقلل من عدد الأسماك. تحتوي هذه الأحواض عادة على الصخور الحية، والشعاب المرجانية بأنواعها، والرخويات مثل القواقع والمحار، والقشريات مثل الجمبري وسرطان البحر، بالإضافة إلى نجم البحر وقنافذ البحر، وعدد كبير من الأسماك البحرية الملونة.

وقد أدى ذلك إلى ارتفاع كبير في القيمة السوقية للأنواع البحرية المستخدمة في تجارة الزينة. على سبيل المثال، يصل سعر الكيلوغرام الواحد من أسماك الشعاب المرجانية إلى ما بين 500 و1800 دولار أمريكي، في حين أن سعر الكيلوغرام من الأسماك البحرية المخصصة للاستهلاك الغذائي يتراوح بين 6 و16.5 دولار أمريكي.

تتميز تجارة أسماك الزينة بتنوع كبير في الأنواع المتوفرة. يتم تداول حوالي 2000 نوع مختلف، ويجري تبادل ملايين العينات سنوياً. وتُقسم هذه الأنواع بشكل متساوٍ تقريباً بين أسماك المياه العذبة والمياه المالحة. لكن من حيث الكمية، فإن حوالي 90 إلى 96 في المئة من الأسماك المتداولة تنتمي إلى المياه العذبة، وتُنتج معظمها في مزارع استزراع مائي تجارية.

ومع كثرة الخيارات المتاحة من الأسماك والنباتات واللافقاريات والشعاب المرجانية، قد ينسى البعض التفكير في مصادر هذه الكائنات وكيفية جمعها. ورغم أن بعض الأنواع تُربّى في مزارع، إلا أن كثيراً منها لا يزال يُجمع من البيئة الطبيعية، وهو مورد محدود وليس متاحاً بلا حدود.

لهذا السبب، من المهم لأي شخص يرغب في امتلاك حوض زينة أن يكون على دراية بأساسيات هذه الصناعة. يجب أن يسأل عن مصدر الكائنات: هل جُمعت من البرية أم رُبيت في المزارع؟ ما طريقة صيدها ونقلها؟ وكيف تم التعامل معها قبل وصولها إلى المتجر؟ هذه الأسئلة يمكن الإجابة عنها من خلال النوادي المتخصصة، والمجلات، والكتب، والمواقع الإلكترونية، أو عبر متاجر التجزئة المتخصصة.

وعي المستهلك يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في حماية الأنواع البرية والحفاظ على البيئة الطبيعية، مما يضمن استدامة هذه الهواية واستمرارها بشكل صحي ومتوازن.