تُعد الزرافة واحدة من أكثر الحيوانات البرية تميزًا في طريقة تغذيتها. فهي لا تعتمد فقط على رقبتها الطويلة لمراقبة البيئة من حولها، بل تستفيد منها أيضًا للوصول إلى مصادر غذاء لا تستطيع الحيوانات الأخرى الوصول إليها. بفضل هذا التكيف الفريد، أصبحت الزرافة من أكثر الحيوانات كفاءة في استغلال مواردها الطبيعية، خاصة في البيئات الجافة وشبه الصحراوية.

النظام الغذائي الأساسي

الزرافات حيوانات عاشبة تتغذى في المقام الأول على أوراق وبراعم الأشجار، مع تفضيل واضح لأوراق شجرة الأكاسيا، رغم أشواكها الكثيفة. وتستطيع الزرافة باستخدام رقبتها الطويلة الوصول إلى أوراق على ارتفاع يزيد عن ستة أمتار.
هذا الارتفاع يتيح لها فرصة تناول طعام لا تصل إليه معظم الحيوانات الأخرى، مما يقلل من حدة التنافس على الغذاء.

ورغم أنها تفضل الأشجار، فإنها قد تأكل العشب أحيانًا، خاصة عند ندرة أوراق الأشجار، لكن تناول الطعام من الأرض يُعد صعبًا بالنسبة لها بسبب طول أرجلها ورقبتها.

طريقة الأكل وآلية التعامل مع الأشواك

الزرافة مزودة بلسان طويل يمكن أن يصل إلى نصف متر تقريبًا، بالإضافة إلى شفاه قوية. يغطي لسانها وفمها من الداخل نسيج سميك يساعد على تحمل وخز الأشواك الحادة. وعند تناول الأوراق، تستخدم الزرافة لسانها وشفتيها لسحب الأوراق من بين الأشواك بحذر ودقة. أما إذا كانت الأغصان خالية من الأشواك، فهي تكتفي بتمشيط الأوراق باستخدام أسنانها الأمامية.

كمية الطعام اليومية

تُعرف الزرافات بشهيتها الكبيرة، حيث قد يستهلك الذكر البالغ ما يقارب 65 كيلوغرامًا من الطعام يوميًا. وعلى الرغم من الكمية الكبيرة، فإنها تفضل الطعام قليل الألياف والغني بالعناصر الغذائية، ما يدفعها إلى التنقل المستمر بحثًا عن أوراق طرية.

مصادر المياه

تحصل الزرافات على غالبية احتياجاتها من الماء من الطعام الذي تتناوله. لكنها، في المواسم الجافة، تشرب الماء كل ثلاثة أيام تقريبًا. عملية الشرب بالنسبة للزرافة ليست سهلة؛إذ تحتاج إلى مباعدة ساقيها الأماميتين وخفض رأسها بشكل كبير لتتمكن من الوصول إلى سطح الماء ,ولهذا السبب، تعتبر قدرتها على استخلاص الماء من الطعام أمرًا أساسيًا لبقائها في بيئتها القاحلة.