الإثنين، 28 ربيع الثاني 1447 ، 20 أكتوبر 2025

أستاذ بجامعة الأزهر: التصوف منهج حياة أصيل قائم على كتاب الله وسنة رسوله وليس طقوسًا مبتدعة

الدكتور أحمد الرخ
الدكتور أحمد الرخ
أ أ
techno seeds
techno seeds
قال الدكتور أحمد الرخ، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، إن التصوف هو منهج حياة يسير عليه المسلم، فكما تشتمل الشريعة على العقائد والعبادات، فإنها تشتمل كذلك على الأخلاق والتزكية، ومن ثمّ فالتصوف في أصله منهج أصيل قائم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليس كما يُشاع أنه طقوس ابتدَعها بعض الناس.

وأوضح الرخ، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد،أن كلمة "التصوف" قد تكون مصطلحًا معاصرًا لم يكن مستخدمًا في صدر الإسلام، لكن هذا لا يعني رفضها، لأن العبرة ليست بالألفاظ بل بالمقاصد والمعاني، فالمهم هو المضمون الذي يقوم على الإحسان والمراقبة والمشاهدة، كما ورد في حديث جبريل حين قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك»، وهذه هي منزلة التصوف الحقيقية.

وأشار إلى أن الإمام الجنيد، أحد كبار أئمة التصوف، عرّف منهج الصوفية بأنه قائم على مراقبة الله والبعد عن المعاصي، إذ قال حين سُئل: بمَ أستعين على غضّ البصر؟ قال: «بعلمك أن نظر الله إليك أسبق ممن تنظر إليه». فالتصوف إذن ليس مظاهر أو احتفالات، بل هو سلوك روحي وأخلاقي يقوم على استحضار نظر الله في كل فعل وحركة.

وبيّن الدكتور الرخ أن بعض التصرفات الخاطئة التي تصدر في بعض الموالد أو المناسبات لا يجوز تعميمها على التصوف كله، مشددًا على أن التسرع في اتهام الناس بالشرك أو الكفر أمر خطير لا يرضاه الله ولا رسوله، مستدلًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما».

 وأضاف أن الإمام ابن حجر العسقلاني ذكر في فتح الباري عشرة معانٍ لمفهوم الكفر، ولم يقل أحد من أهل السنة بالتكفير العام المخرج من الملة إلا الخوارج.

وتابع الأستاذ بجامعة الأزهر أن علماء التصوف أنفسهم أكدوا أن طريقهم قائم على العلم بالشريعة، فقال الإمام الجنيد: «علمُنا هذا قائم على الكتاب والسنة، فمن لم يقرأ الكتاب ولم يكتب الحديث ولم يتفقه لا يُقتدى به».

 كما أكد الإمام الشعراني في كتاب الطبقات أن التصوف مبني على الاستدلال بالقرآن والسنة وآثار الصحابة، وأن المريد لا بد أن يعرف العام والخاص والمطلق والمقيد والناسخ والمنسوخ ليستدل على كل حركة وسلوك.

وأكد أن التصوف الحق ليس خرافة ولا بدعة، بل هو ثمرة من ثمار الإيمان، يقوم على ذكر الله، ومراقبته، ومجاهدة النفس، والبعد عن الذنوب والمعاصي، وأنه جوهر الأخلاق الإسلامية التي بعث النبي صلى الله عليه وسلم ليتممها، مصداقًا لقوله الشريف: «إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق».
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة