الإثنين، 16 ربيع الأول 1447 ، 08 سبتمبر 2025

الدكتور أيمن أبو عمر مناظرة سيدنا عبد الله بن عباس للخوارج نموذج علمي راقٍ في مواجهة الفكر المتطرف

الدكتور أيمن أبو عمر
الدكتور أيمن أبو عمر
أ أ
techno seeds
techno seeds
قال الدكتور أيمن أبو عمر، أحد علماء وزارة الأوقاف، إن من أعظم النماذج التي تُحتذى في مواجهة الفكر المتطرف والمنحرف، ما قام به الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه حين ناظر الخوارج، في عهد سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، موضحًا أن هذه المناظرة جسدت أرقى صور الحُجة والعلم والرحمة في الحوار مع المخالفين.

وأضاف الدكتور أيمن أبو عمر، خلال حلقة برنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن سيدنا عبد الله بن عباس لم يذهب إليهم بأسلوب عنيف، بل دخل عليهم بلباس حسن، وهيئة طيبة، وتكلم معهم بمنتهى اللطف، وأدار الحوار بردٍّ علمي هادئ، لم يخرج فيه عن منهج القرآن والسنة، وأقام عليهم الحُجّة في كل مسألة.

وأوضح أن أول ما ناقشهم فيه هو اتهامهم لسيدنا علي بتحكيم الرجال، فردّ عليهم من كتاب الله بقوله تعالى: "فابعثوا حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها"، مبينًا أن التحكيم ليس خروجا عن الشريعة بل هو من صميمها.

وأشار الدكتور أيمن إلى الشبهة الثانية التي ردّ عليها ابن عباس، حين قالوا إن سيدنا علي لم يأخذ غنائم ولا سبايا من أهل الجمل وصفين، فردّ عليهم بأنهم إن اعتبروا خصومهم كفارًا، فلماذا لم يُسبَ النساء؟ وهل يقبلون أن تكون أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من السبايا؟ وهو ما أحرجهم، لأن القبول بذلك يُخرجهم من الإسلام.

كما تطرق الدكتور أيمن إلى الشبهة الثالثة المتعلقة بقبول سيدنا علي حذف لقب "أمير المؤمنين" عند كتابة الصلح مع معاوية، مشيرًا إلى أن عبد الله بن عباس بيّن لهم أن هذا الفعل فعله رسول الله ﷺ يوم الحديبية عندما قبل حذف "رسول الله" حرصًا على حقن الدماء، وقد كتبها يومها سيدنا علي نفسه، ولم يرضَ في البداية، لكن النبي ﷺ قال له: "إنك ستُدعى إلى مثلها فتفعل"، وهو ما حدث لاحقًا في عهد سيدنا علي.

وأكد الدكتور أيمن أبو عمر أن هذه المناظرة أثبتت قوة الحجة، وصدق النية، وثبات العالم على علمه، فكان لها أثر كبير، إذ رجع قرابة 2000 من أصل 6000 من الخوارج عن فكرهم المتشدد بعد هذا اللقاء، وبيّن أن هذه هي بركة العلم، وبركة الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.

وأكد على أن مناهج التطرف تتكرر في كل عصر، بأسماء مختلفة وأشكال متنوعة، لكن الأصل واحد، والمنبع واحد، ولهذا فإن التصدي لها لا يكون إلا بمنهج أصيل، يعتمد على العلم، والحوار الراقي، والاستناد إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، كما فعل سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة