أ
أ
في الثاني عشر من يونيو كل عام، يتلألأ نجم "الفلافل" في سماء الاحتفالات العالمية، ليُذكّر الجميع بأصول هذه الأكلة الشعبية العريقة التي انطلقت من أزقة مصر، أو ما تُعرف محليًا بـ "الطعمية", هذه المناسبة السنوية تُسلّط الضوء على رحلة طبق تجاوز حدود الشرق الأوسط ليصبح أيقونة عالمية، بنكهات متنوعة تُرضي جميع الأذواق.
من المهد المصري إلى المائدة العالمية
تُشير بعض الروايات إلى أن الطعمية وُلِدت في مصر خلال القرن التاسع عشر, بدأت كوصة بسيطة تعتمد على الفول المطحون، ممزوجًا بالبصل والثوم والتوابل، ثم تُقلى في الزيت لتقدم ساخنة داخل سندويشات مع المخلل وسلطة الطحينة هذه الأكلة، رغم بساطتها، تحوّلت إلى جزء لا يتجزأ من وجبة الإفطار اليومية في مصر.
رحلة الطعمية شمالًا: تحوّلات شامية وابتكارات جديدة
لم تتوقف رحلة الطعمية عند حدود مصر، بل امتدت شمالًا لتصل إلى بلاد الشام, في لبنان وسوريا وفلسطين، طرأ تغيير جوهري على المكونات، حيث استُخدم الحمص بدلاً من الفول، لتكتسب الفلافل هوية جديدة.في لبنان: تُقدّم الفلافل عادةً داخل خبز "البيتا" التقليدي مع صلصة الطرطور الغنية.
في سوريا وفلسطين: يُضاف إليها السماق والنعناع لإثراء النكهة، وتُقدّم غالبًا مع الزيتون والخضروات المخللة.
نكهات فريدة في السودان وتركيا
تواصلت رحلة الفلافل لتصل إلى أرجاء أخرى، حاملةً معها لمسات محلية مميزة:
في السودان: يفضل السكان استخدام الحمص مع الشبت الطازج، ليضفي هذا المزيج نكهة عطرية خاصة ومميزة.في تركيا: تبنّت تركيا الفلافل الشامية، وأضافت إليها لمستها الخاصة، لتصبح طبقًا شائعًا في مطاعم إسطنبول، وتُدرج ضمن الأطباق الشهيرة في المطبخ المتوسطي.
