أكد الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، أن إصدار المجلس الأعلى للجامعات لكُتيّب "من أنا" جاء في توقيت بالغ الأهمية، في ظل ما يتعرض له الشباب والأطفال من محاولات ممنهجة لتشويه التاريخ والرموز الوطنية، ومسخ الذاكرة المصرية.
وأوضح خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "مع الناس" المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن العنوان نفسه يحمل رسالة قوية تستفز وعي الشباب وتدفعهم لمعرفة ذاتهم وهويتهم الحقيقية، قائلاً: "شبابنا محتاج يعرف إنه ابن حضارة ممتدة، أول من بنى، وأول من أضاء الضمير الإنساني، وصاحب التدين المعتدل والقدرة على التحدي والإنجاز".
وأشار الدكتور شقرة إلى أن الكُتيّب يسعى لتنمية الوعي التاريخي لدى طلاب الجامعات، وترسيخ الانتماء الوطني من خلال سرد متكامل لتاريخ مصر الممتد عبر آلاف السنين، وصولًا إلى الجمهورية الجديدة التي وُلدت من رحم تاريخ معاصر مليء بالتحديات، مؤكدًا أن مصر "ليست مجرد بلد تاريخي " بل هي التي جاء منها التاريخ"، على حد تعبيره.
وأضاف أن الكتاب يتناول محاور مهمة تشمل الريادة العلمية والفكرية، والقوة الوطنية، ودور مصر كمهدٍ للحضارات والأديان، مع فصل ختامي يربط بين الماضي المجيد والجمهورية الجديدة، مشددًا على ضرورة عقد ندوات لمناقشة محتواه في الجامعات والمدارس لتعميق الانتماء الوطني.
ودعا الدكتور جمال شقرة، جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية، وليس الجامعات فقط، إلى التعاون في ترسيخ الهوية المصرية في عقول الأجيال الجديدة، قائلاً: "الحفاظ على الهوية مسؤولية وطنية مشتركة تبدأ من البيت ولا تنتهي عند الجامعة".



