في زمن يزداد فيه الضغط الخارجي وتكثُر فيه المقارنات، تنسى الكثير من النساء أن أقرب علاقة يجب أن تُبنى أولًا هي تلك التي تربطها بنفسها. فحب الذات ليس رفاهية، بل ضرورة نفسية وروحية، تمنحكِ التوازن في العلاقات، والقدرة على تخطي الأزمات دون أن تنكسري. لذا، نستعرض من خلال هذا التقرير بعض النصائح التي تساعدكِ على أن تكوني أقرب صديقة لنفسك، وفقًا لما أشارت إليه الدكتورة ريهام عبد الرحمن، استشاري العلاقات الأسرية والباحثة في الصحة النفسية.

1. استمعي إلى نفسكِ بصدق

قد تكونين محاطة بأصوات الآخرين طوال الوقت، لكن صوتكِ الداخلي غالبًا ما يُترك جانبًا. امنحي نفسكِ لحظة يومية من التأمل أو الكتابة، واسألي: "ماذا أشعر؟"، "ما الذي أحتاجه فعلًا؟". فالاعتراف بالمشاعر هو أول خطوة في حب الذات.

2. توقفي عن جلد الذات

أنتِ لستِ مضطرة لأن تكوني مثالية طوال الوقت، فالأخطاء جزء من النمو، والضعف لا يقلل من قوتكِ. بدلًا من توبيخ نفسكِ بعد كل زلة، تعاملي معها كما تتعاملين مع صديقة قريبة "بحب، تفهّم، ودعم".

3. خصصي وقتًا لنفسكِ فقط

إذا كانت يومياتكِ مليئة بالمهام التي تُرضي الغير على حسابكِ، فستفقدين الاتصال بجوهركِ. خصصي وقتًا أسبوعيًا لنشاط يمنحكِ سعادة حقيقية، حتى لو بدا بسيطًا مثل القراءة، المشي، الرسم، أو مجرد الراحة. هذا الوقت ليس ترفًا، بل هو وقودكِ النفسي.

4. تحدثي إلى نفسكِ بلطف

راقبي الطريقة التي تخاطبين بها نفسكِ. فالكلمات السلبية التي ترددينها داخليًا تؤثر على تقديركِ لذاتكِ. استبدلي "أنا فاشلة" بـ"أنا أتعلم"، و"لستُ قادرة" بـ"سأحاول". كل كلمة إيجابية هي خطوة نحو علاقة أفضل مع نفسكِ.

5. كوني مساحة آمنة بداخلكِ

كلما شعرتِ أن العالم أصبح قاسيًا، عودي إلى نفسكِ. تخيلي نفسكِ ملاذًا هادئًا، مكانًا لا يُحاسبكِ ولا يجرحكِ، بل يحتويكِ كما أنتِ. هذه المساحة ليست خيالًا، بل هي حائط الدعم الداخلي الذي تحتاجينه في كل أزمة.

باتباع هذه النصائح، ستكتشفين أن بناء علاقة قوية مع نفسكِ هو أساس كل العلاقات الأخرى في حياتكِ. كوني صديقة لنفسكِ، فهي الأقرب إليكِ والأكثر استحقاقًا لحبكِ.