عيش الغراب، المعروف أيضًا باسم الفطر أو المشروم، هو كائن حي ينتمي إلى مملكة الفطريات، وليس إلى مملكة النباتات كما كان يُعتقد في الماضي. يتميز بقيمته الغذائية والصحية العالية، بالإضافة إلى استخداماته المتعددة في الصناعات المختلفة.

التصنيف والخصائص البيولوجية: فهم عالم الفطريات

على عكس النباتات، لا يحتوي الفطر على الكلوروفيل، وبالتالي لا يقوم بعملية البناء الضوئي. يعتمد في غذائه على التغذية غير الذاتية، أي أنه يحصل على غذائه من البيئة المحيطة به.

يفرز الفطر إنزيمات خاصة تحلل المواد العضوية المتحللة (مثل بقايا النباتات والخشب)، ثم تمتص خيوطه (الهايفا) نواتج هذا التحلل. بعض الأنواع قد تكون طفيلية على كائنات حية أخرى.

يتكون الجسم الثمري لعيش الغراب (الجزء المرئي الذي نأكله) عادةً من ساق تحمل فوقها قبعة. على السطح السفلي للقبعة، توجد صفائح رقيقة تشبه الخياشيم تحتوي بداخلها على جراثيم صغيرة جدًا تنتشر في الهواء للتكاثر. تحت الأرض أو داخل المواد العضوية المتحللة، يمتد الفطر على شكل شبكة معقدة من الخيوط تسمى "الميسيليوم"، ويتكاثر عيش الغراب عادةً عن طريق الجراثيم.

تنوع مذهل وفوائد جمة

يوجد أكثر من 16 ألف نوع من الفطر، منها حوالي 5000 نوع حول العالم. الغالبية العظمى منها آمنة وصالحة للاستهلاك البشري، بينما بعض الأنواع الأخرى سامة وقد تكون قاتلة، لذا يجب التعامل بحذر عند جمع الفطر البري.

يُعد عيش الغراب إضافة قيمة لأي نظام غذائي بفضل خصائصه الفريدة:

غني بالبروتين: يحتوي على نسبة جيدة من البروتين، تصل إلى 40% من الوزن الجاف في بعض الأصناف، ويتميز هذا البروتين باحتوائه على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم، مما يجعله مصدرًا ممتازًا للبروتين، خاصة للنباتيين.

قليل الدهون: نسبة الدهون فيه منخفضة جدًا (0.5-1% من الوزن الجاف)، مما يجعله غذاءً مثاليًا لمن يتبعون أنظمة غذائية لإنقاص الوزن أو يرغبون في الحفاظ على صحة القلب.

صحة الجهاز الهضمي: يساعد على صحة الجهاز الهضمي وتنظيم مستويات السكر في الدم بفضل محتواه من الألياف.

الفيتامينات والمعادن: يحتوي على فيتامينات مهمة مثل فيتامينات B (كالنياسين والرايبوفلافين) وفيتامين D. كما يمد الجسم بمعادن أساسية مثل النحاس، البوتاسيوم، الفوسفور، والسيلينيوم.

مضادات الأكسدة: يحتوي على مضادات أكسدة قوية مثل "إرغوثيونين" (Ergothioneine) التي تدعم الجهاز المناعي وتحارب الجذور الحرة، مما يساهم في الوقاية من الأمراض المزمنة.

بفضل هذه الخصائص المتنوعة والقيمة الغذائية العالية، يكتسب عيش الغراب أهمية متزايدة في الوجبات الصحية والأنظمة الغذائية الحديثة.