قال الدكتور عبد الفتاح الطاروطي، القارئ بالإذاعة والتلفزيون ونائب شيخ عموم المقارئ المصرية، إن الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي كان مدرسة فريدة في التلاوة، بصوت فخم يفيض جلالًا وسموًا، ويجعل المستمع يشعر بعظمة القرآن وكأن الآيات تتنزل من السماء.
وأضاف «الطاروطي» خلال مداخلة هاتفية، ببرنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس اليوم الثلاثاء، أن الشيخ الشعشاعي تميز بصوت لم يجهد مع مرور السنين، بل ظل بكراً مليئًا بالعطاء حتى آخر أيامه، مشيرًا إلى أنه كان من أوائل من التحقوا بالإذاعة المصرية في بداياتها، ما رسّخ مكانته في وجدان الأمة وقلوب المحبين.
وأوضح أن نشأة الشيخ الشعشاعي في رحاب المسجد الأحمدي، ثم دراسته بالأزهر الشريف، أثّرت بعمق في أدائه وإتقانه لتلاوة القرآن الكريم، مؤكدًا أن هذه المؤسسات المباركة كانت منبع الأنوار والفيوضات على أهل القرآن، وأن الأزهر الشريف منح القراء القدرة على تذوق المعاني والتعايش مع الآيات قبل أن تخرج إلى الناس.
وأشار «الطاروطي» إلى أن الشيخ الشعشاعي كان أحد أعمدة «عصر أساطير التلاوة»، جنبًا إلى جنب مع الشيخ محمد رفعت والشيخ علي محمود وغيرهم من كبار القراء، موضحًا أن له مدرسة خاصة لا تشبه أحدًا، وأن كثيرًا من شباب القراء اليوم يقلدون أسلوبه لجمال أدائه وعلو مقامه.
وتابع نائب شيخ المقارئ المصرية قائلاً: «الشعشاعي كان أول من تلا القرآن الكريم من المصريين بمكبرات الصوت في الحرم المكي والمسجد النبوي، وفي يوم عرفة تحديدًا، وهو شرف عظيم لا يناله إلا من اختاره الله»، مضيفًا أن القراء المصريين ظلوا وسيظلون أهل الصدارة في خدمة كتاب الله وتبليغ رسالته.
ودعا الدكتور عبد الفتاح الطاروطي بالرحمة والمغفرة لفضيلة الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، قائلًا: «رحم الله هذا الصوت المبارك الذي خدم القرآن بصدق وإخلاص، وجعل الله تلاوته نورًا في قبره ورفعة في درجاته».



