قال الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، إن الشفاعة كلمة عظيمة في معناها، تدل على المقارنة بين شيئين، موضحًا أن حقيقتها في اللغة تعني "خلاف الوتر"، وقد أشار الله تعالى إليها في قوله عز وجل: ﴿وَالفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾، مشيرًا إلى أن المفسرين قالوا إن "الوتر" هو الله سبحانه وتعالى، و"الشفع" هو خلق الله تبارك وتعالى.
وأضاف الشيخ الطلحي، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن الشفاعة في جوهرها هي طلب الخير لغيرك، فهي ليست لنفسك بل لغيرك، موضحًا أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تحدثا عن هذا المقام العظيم، فقال تعالى: ﴿مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا﴾، وقال النبي ﷺ: "اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء".
وبيّن الشيخ أن الشفاعة العظمى هي الخاصة بالنبي ﷺ يوم القيامة، وهي أعظم مراتب الشفاعة، مشيرًا إلى أن هناك أنواعًا متعددة من الشفاعة، منها: شفاعته ﷺ فيمن تساوت حسناتهم وسيئاتهم ليدخلوا الجنة، وشفاعته في أقوام أُمر بهم إلى النار فلا يدخلونها، وشفاعته لرفع درجات من دخلوا الجنة، وكذلك شفاعته في تخفيف العذاب عن بعض العصاة.
كما أشار إلى شفاعته ﷺ في دخول المؤمنين الجنة بغير حساب، وشفاعته في إخراج العصاة من النار بعد دخولها، مؤكدًا أن الملائكة والأنبياء والمؤمنين يشتركون معه في هذا المقام العظيم بإذن الله تعالى.
وأوضح الشيخ أحمد الطلحي أن النبي ﷺ قال: "أُعطيت خمسًا لم يُعطهن أحد قبلي... وأُعطيت الشفاعة"، مما يدل على خصوصية هذا المقام وعلو شأنه عند الله.
وقال: "الشفاعة مقامها عظيم، وهي من رحمة الله بعباده، وأجمل معانيها أن تطلب الخير لغيرك، كما قال ﷺ: اشفعوا تؤجروا، فنسأل الله أن يجعلنا من أهل الشفاعة ومن المشفَّعين يوم القيامة".



