كشفت دراسة بريطانية حديثة عن بصيص أمل جديد في مكافحة سرطان الأمعاء، حيث أشارت النتائج إلى أن تناول جرعة منخفضة من الأسبرين يوميًا قد يقلل من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان بنسبة تصل إلى 50%، خاصة لدى الأشخاص المعرضين وراثيًا, ويُعد الأسبرين، وهو دواء متوفر ورخيص الثمن، موجودًا في أغلب المنازل.

متلازمة "لينش" في دائرة الاهتمام

ركزت الدراسة بشكل خاص على المصابين بمتلازمة لينش (Lynch Syndrome)، وهي حالة وراثية ترفع بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان القولون وأنواع أخرى من السرطان, وعلى الرغم من أن هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) توصي بالفعل باستخدام الأسبرين لهؤلاء المرضى، تشير الإحصاءات إلى أن ربعهم فقط يلتزم بهذه التوصية, ويعود هذا التردد في الأغلب إلى القلق من الأعراض الجانبية المحتملة مثل عسر الهضم، القرح، أو مشاكل الكلى.

حماية أكبر بأعراض جانبية أقل

البحث، الذي قاده البروفيسور السير جون بيرن من جامعة نيوكاسل وبدعم من مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، توصل إلى نتيجة مهمة: أن جرعة يومية تتراوح بين 75 إلى 100 ملي جرام، والمعروفة بـ"الأسبرين الصغير"، تحقق نفس الفاعلية الوقائية لجرعة الـ600 ملغ التي استخدمت في الدراسات السابقة، ولكن بمعدل أقل بكثير للآثار الجانبية.

علق البروفيسور بيرن قائلًا: "تخبرنا التجربة أن الأسبرين يمكن أن يمنع سرطان الأمعاء بجرعات أقل، مما يقلل من فرص الأعراض الجانبية ويوفر حماية حيوية للمرضى".

دعوات لتحديث السياسات الصحية

بناءً على هذه النتائج الواعدة، يطالب العلماء الآن الجهات المعنية بتحديث الإرشادات الطبية لتوسيع نطاق استخدام الأسبرين كإجراء وقائي روتيني للمصابين بمتلازمة لينش. وأضاف بيرن: "نحن الآن نعمل مع الجهات التنظيمية لتحديث توصيات وصف الأسبرين، حتى لا يفوت الناس فرصة حماية أنفسهم من سرطان الأمعاء".

سرطان الأمعاء يهدد الشباب.. وأعراضه تستدعي الانتباه

على الرغم من تراجع معدل الإصابة بسرطان الأمعاء بين كبار السن، تشير الأبحاث العالمية إلى اتجاه مقلق: مواليد عام 1990 أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من السرطان بثلاثة أضعاف مقارنة بمن ولدوا في خمسينيات القرن الماضي.

يجب الانتباه إلى بعض الأعراض التي لا يجب تجاهلها، والتي قد تكون مؤشرًا لسرطان الأمعاء:

تغير في عادات التبرز (مثل الإسهال، الإمساك، أو ليونة البراز).

وجود دم في البراز.

الشعور بعدم اكتمال عملية الإخراج.

الذهاب إلى الحمام أكثر أو أقل من المعتاد.

تشير تقديرات مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة إلى أن 54% من حالات سرطان الأمعاء يمكن الوقاية منها, وتشمل أبرز عوامل الخطر المرتبطة بالمرض:

الإفراط في تناول اللحوم الحمراء أو المصنعة.

انخفاض تناول الألياف.

البدانة.

قلة النشاط البدني.