أ
أ
لفتت جورجيا
ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا، الأنظار خلال مشاركتها في فعاليات قمة شرم الشيخ للسلام أمس، وسط تفاعل واسع من قادة العالم، لم يقتصر فقط على مناقشات القمة
السياسية، بل امتد إلى الحضور القوي والمميز الذي ظهرت به ميلوني، والتي مثلت
نموذجا متوازنا يجمع بين النجاح السياسي والقبول الإنساني والشخصي.
تربعت على
عناوين القمة بخفة ظلها وأناقتها
وبإطلالة رسمية
هادئة، وشخصية مرحة، ظهرت ميلوني في عدة لحظات أثارت اهتمام رواد مواقع التواصل،
الذين وصفوا حضورها بأنه "استثنائي" ضمن مشهد سياسي شديد الرسمية.
مغازلات ومزاح
دبلوماسي
شهدت الجلسات
العامة للقمة لحظات غير معتادة، حين تحدث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب
ممازحًا: عادة لا يمكنني قول هذا لأنك تخسر
مهنتك، لكنني سأخاطر.. إنها امرأة جميلة.ثم توجه بكلماته مباشرة إلى ميلوني، بابتسامة واضحة، معبرًا عن إعجابه بمكانتها القيادية.
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فدخل على الخط بطرافة خاصة، حين قال لها مداعبًا: تبدين جيدة، ربما علي مساعدتك في التوقف عن التدخين.
لترد ميلوني بدعابة تلقائية: أعلم.. لا أريد أن أبدو مضحكة.
ولم تمر اللحظة دون مشاركة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ضحك قائلًا إن محاولة إقناعها بالإقلاع عن التدخين "من المستحيلات".
كيف تفاعلت
ميلوني؟
رغم كثافة
المواقف الطريفة والتعليقات الشخصية، اختارت جورجيا ميلوني أن ترد بابتسامة صامتة
دون أي تعليقات مباشرة، مكتفية بلغة الجسد الإيجابية، والتي نقلت رسالة احترام
للحدث ولمنصتها السياسية.ذلك التوازن في التعامل بين الطابع الرسمي والدبلوماسي، واللمحات العفوية التي ظهرت في شخصيتها، عززت من حضورها السياسي أمام جمهور عالمي يتابع تفاصيل القمة عن كثب.

جورجيا ميلوني
ومسيرة صعود استثنائية
لم يكن الطريق
إلى رئاسة الحكومة الإيطالية مفروشًا بالورود أمام جورجيا ميلوني، فقد بدأت
مسيرتها في العمل العام مبكرًا، إذ انضمت في سن الخامسة عشرة إلى الحركات الطلابية
الاحتجاجية في إيطاليا، مدافعة عن حقوق التعليم.وفي عام 2004، أصبحت أول امرأة تترأس منظمة شباب حزب التحالف الوطني، وكانت تعمل في الوقت ذاته كمربية أطفال ونادلة لدعم نفسها ماديًا.
وبحلول عام 2006، دخلت البرلمان الإيطالي كأصغر نائبة لرئيس مجلس النواب، ثم شغلت منصب وزيرة الشباب في حكومة بيرلسكوني عام 2008، لتصبح أصغر وزيرة في تاريخ إيطاليا.
وفي أكتوبر 2022، وصلت ميلوني إلى رئاسة الوزراء، لتكون أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد، وسط دعم شعبي واسع وبرنامج سياسي حازم.
