الثلاثاء، 10 ربيع الأول 1447 ، 02 سبتمبر 2025

هل على ذنب لو لم أخرج صدقة عاهدت نفسي على أخراجها؟.. أمين الفتوى يجيب

الشيخ أحمد وسام
الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية
أ أ
techno seeds
techno seeds
أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال فاطمة من القليوبية، قالت فيه: "أنا دلوقتي بطلع كل شهر من المعاش 200 جنيه علشان أنا واخده عهد على نفسي، لكن في شهور ما بقدرش أطلع الـ200 جنيه فبطلع حاجات من البيت.. هل يجوز ده؟"

وأوضح وسام، خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن ما التزمت به السائلة هو عهد على نفسها وليس نذرًا، أي أنها دربت نفسها على الصدقة والالتزام بها، لتسمو بنفسها من "النفس اللوامة" إلى "النفس المطمئنة". 

وأضاف أن إخراج الصدقة في صورة مال أفضل، لأن المال يسد حاجات الفقير المتنوعة؛ من طعام أو دين أو مصروفات. لكن إذا لم يتيسر المال في بعض الشهور، فلا مانع شرعًا من إخراج مواد تموينية أو طعام من البيت، بل ويجوز ألا تُخرج شيئًا إذا لم تتمكن، ولا إثم عليها في ذلك.

وأشار إلى أن هذه العادة الحسنة تمثل امتثالًا عمليًا لقول الله تعالى: "وفي أموالهم حق للسائل والمحروم"، فهي ليست زكاة مفروضة، ولكنها التزام أخلاقي وعبادي، يجعل المال دائمًا في سبيل الله.

وأكد وسام أن الصدقة — وإن لم تكن واجبة — لها فضل عظيم في دفع البلاء، ورفع الوباء، وشفاء المريض، وتفريج الكروب، وقضاء الحاجات، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "ما نقص مال من صدقة، بل تزده بل تزده"، أي أنها تزيد المال بركة كما وكيفًا.

وأضاف أن ما فعلته السيدة الكريمة نموذج يُحتذى، لأنها رغم قلة دخلها خصصت جزءًا ثابتًا للفقراء، مؤكدًا أن الله لا يغلق باب رزق لعبدٍ يفتح أبواب رزقه للناس.

واستشهد وسام بحديث النبي ﷺ عن الأشعريين الذين إذا قل طعامهم جمعوا ما عندهم في وعاء واحد وقسموه بينهم بالسوية، فقال عنهم النبي: "فهم مني وأنا منهم". مشددًا على أن مثل هذه الروح من التكافل هي ما ينبغي أن يسود بين المسلمين، لأن "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا".
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة