الأحد، 13 ربيع الثاني 1447 ، 05 أكتوبر 2025

هل يجوز ضرب الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب

الدكتور علي فخر أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية
الدكتور علي فخر أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية
أ أ
techno seeds
techno seeds
أجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول حكم ضرب الزوج لزوجته، موضحًا أن قوله تعالى "فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ" مُرتَّب وجاء لمصلحة الإصلاح لا كغرضٍ بذاته؛ فالموعظة والهجر يسبقان أي إجراء آخر، والمراد بها الإصلاح وتهذيب السلوك لا الإهانة أو الإيذاء.

وقال أمين الفتوى، خلال حواره مع الإعلامي مهند السادات في برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، إن الآية لم تُحدد فترات زمنية لكل إجراء — لا مدة للموعظة ولا لليومِ أو الأسبوعِ للهجر — لأن الأمر مرهون بمدى استجابة الزوجة وغاية الإصلاح؛ قد تطول الموعظة وتطول الهجرة إلى أن يتحقق المراد، والهدف أن يعود الزوجان إلى السلوك السليم وليس التعجيل باللجوء إلى الضرب.

وأضاف الدكتور علي أن الضرب المقصود في السياق الشرعي لم يُراد به الشدة والإيذاء، وأن في التاريخ النبوي تأديبًا رمزيًا مثل السواك — شيء يلفت النظر ولا يؤلم ولا يهين — أما الضرب العنيف أو المؤذِي الذي يُسبب إذلالًا أو إصابةً أو تنفيرًا فمحرم قطعًا، لأنه يخرج عن روح النص ومقاصد الشريعة في حفظ النفوس والعلاقات الأسرية.

وأشار أمين الفتوى إلى أن الصبر على الزوجة والتحمل والاجتهاد في الموعظة والحوار له أجر وثواب من الله، وأن المعاملة بالحلم تدفع الزوجة إلى التوبة والإصلاح أكثر مما يدفعه العنف؛ فالمودة والرحمة ينبغي أن تكونا دافعهما، لأن الضرب قد يترك أثرًا نفسيًا طويلًا ويجعل الزوجة تستحضر الذكرى المؤلمة بدل الإصلاح، ويُفقد العلاقة دفء المحبة والاحترام.

وأكد الدكتور علي فخر، على أن الإسلام يريد إصلاح الأسرة والحفاظ على كرامة الناس، وأن أي سلوك خارج هذا المقصد — من عنف أو إذلال — مردود شرعًا وواقعًا، وعلى الأزواج أن يجتهدوا في الحوار واللين والموعظة أولًا، وأن يكون همُّهم إصلاحُ العلاقة لا تصعيدُ النزاع.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة