قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن من أعظم ما يُحمد للصحابة الكرام رضي الله عنهم أنهم لم يكتفوا بنقل أقوال النبي ﷺ، بل كانوا يحرصون كذلك على نقل أفعاله بدقة، حتى تكون الأمة على بينة من كيفية تطبيق الأحكام الشرعية.
وأوضح الدكتور جبر، خلال حلقة برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت، أن هذا الحرص الشديد من الصحابة على تتبع أحوال النبي في كل موقف، سواء في قوله أو فعله أو تقريره، هو الذي مكننا من فهم الدين فهمًا تطبيقيًا واقعيًا، قائلًا: "جزاهم الله عنا خير الجزاء، فلولاهم لضاعت علينا كثير من الأمور العملية التي لا تُفهم بالنص فقط".
وأضاف: "النبي ﷺ علَّم الأمة بالقول، وعلَّمها بالفعل، وعلَّمها بالتقرير، ولذلك كانت سنته بيانًا عمليًا دقيقًا لمراد الله تعالى في القرآن الكريم".
وأشار إلى أن من فقه رواية الصحابة أيضًا أنهم كانوا يدققون حتى في مخالفة النبي لعادته في بعض المواضع، لبيان أن ذلك الفعل مرتبط بمقام مخصوص، كحال النبي في مناسك الحج، حيث خالف عاداته المستقرة في غير الحج، مما دل على أن ذلك مخصوص بالشعيرة نفسها.
وقال: "في كل مقام مقال، وفي كل موقف فعل يناسبه، وسنة النبي ﷺ كانت بيانًا ربانيًا، ورحمةً مهداةً، ومنهجًا تطبيقيًا لفهم الوحي والعمل به، فسبحان من رزقه هذه الحكمة، وجعل سنته منارًا للهدى".