أ
أ
في الوقت الذي تواصل فيه مصر ريادتها كأكبر منتج للتمور عالميًا بأكثر من 1.8 مليون طن سنويًا من خلال ثروة نخيل تقارب 15 مليون نخلة، تبرز "التمور الصعيدي" كصنف ذي جودة وقيمة غذائية عالية، ينتظر مزيدًا من التطوير والتسويق ليُحقق كامل إمكانياته.
مواصفات فريدة لـ"التمور الصعيدي"
تتميز التمور الصعيدي، وفقًا لتقرير صادر عن المعمل المركزي لأبحاث النخيل، بانتشارها الواسع في معظم محافظات وجه قبلي, تتسم هذه التمور بلونها البني الذي يميل إلى السواد عند التجفيف، وملمسها الناعم والدهني قليلًا، وذلك بفضل محتواها الكبير من السكريات الطبيعية والفيتامينات.
وأكد التقرير أن طعمها الحلو يجعلها الخيار الأمثل للاستهلاك المحلي وصناعة العجوة, وفي الوقت نفسه، تتمتع بقدرة عالية على تحمل التخزين والنقل لمسافات طويلة، مما يفتح آفاقًا لتسويقها على نطاق أوسع.

الصعيد.. موطن التمور الصعيدي بامتياز
تتركز زراعة هذا الصنف بشكل عام في جميع محافظات الصعيد، لكن الإنتاج يزداد بشكل ملحوظ في محافظات معينة, وتأتي الوادي الجديد في المقدمة، لكونها أكبر المحافظات المصرية في إنتاج مختلف أنواع التمور, كما تُزرع التمور الصعيدي بكثافة في أسيوط، التي تشتهر بجودة إنتاجها العالية، وكذلك في محافظات سوهاج، قنا، الأقصر، وأسوان.
تُستخدم هذه التمور بشكل أساسي في صناعة الحلويات، العجائن، والمخبوزات الشعبية، بينما تُستغل مخلفاتها في الصناعات اليدوية وصناعة الأعلاف، مما يعزز من قيمتها الاقتصادية المتكاملة.

طفرة في صادرات التمور المصرية
من جانب آخر، أشار تقرير صادر عن المجلس التصديري للحاصلات الزراعية إلى استمرار التقدم الكبير في صادرات التمور المصرية خلال الموسم الحالي, ففي الفترة من سبتمبر 2024 وحتى أبريل الماضي (خلال 8 أشهر)، تم تصدير 72 ألف طن من التمور، بقيمة إجمالية بلغت حوالي 90 مليون دولار, هذه الأرقام تمثل نموًا ملحوظًا بنسبة 39% مقارنة بنفس الفترة من الموسم السابق، التي بلغت فيها الصادرات 65 مليون دولار فقط.
كشف التقرير عن وجود تنوع في الأسواق المستوردة للتمور المصرية, وتُعد إندونيسيا السوق الأهم، حيث تستورد كميات كبيرة من صنف "السيوي", تليها المغرب وماليزيا، اللتان تفضلان التمور الجافة, ومن الأسواق المهمة أيضًا بنجلاديش، الهند، السودان، والأردن, أما على المستوى الأوروبي، فتأتي المملكة المتحدة التي تستورد كميات محدودة من التمور المغلفة والمجهزة للتجزئة، بالإضافة إلى ألمانيا وفرنسا.
يُذكر أن السنوات القليلة الماضية شهدت توسعًا في زراعة عدد من الأصناف ذات القيمة التسويقية العالية محليًا وعالميًا، مثل صنف المجدول والبرحي, يأتي ذلك على عكس الأصناف المحلية الرطبة مثل السماني، الزغلول، الحياني، الأمهات، بنت عيشة، والعمري، بالإضافة إلى الأصناف الجافة كالسكوتي والبرتمودا، التي كانت قيمتها التسويقية منخفضة في السابق, هذا التوجه نحو الأصناف ذات القيمة المضافة يعزز من مكانة التمور المصرية في الأسواق العالمية.