أ
أ
تُعتبر الموالح المحصول البستاني الأول في مصر، بمساحة تتجاوز 530 ألف فدان وإنتاجية تقارب 5 ملايين طن، ومع تصدير ما يقرب من مليوني طن في موسم 2024/2025، تُشكل الموالح رافدًا اقتصاديًا حيويًا للعملة الصعبة.
للحفاظ على هذه الأهمية، يجب على المزارعين فهم الفروق بين السقوط الطبيعي والمرضي للتزهير والعقد.
السقوط الطبيعي مقابل السقوط المرضي للتزهير والعقد
أوضح الدكتور وليد فؤاد أبو بطة أن تساقط الأزهار في فترة التزهير والعقد المبدئي أمر طبيعي طالما كانت الشجرة غزيرة بالزهور.أما السقوط المرضي، فله مسببات محددة يجب الانتباه إليها.

مسببات السقوط المرضي وكيفية التعرف عليها
حدد الدكتور أبو بطة عدة أسباب للسقوط المرضي:• الإصابات الحشرية:
• فراشة أزهار الليمون (دودة أزهار الليمون): تتغذى على الأزهار وتمنع نموها، مما يؤدي إلى سقوطها.
• خطر مزارع الليمون المجاورة: حذر من انتقال فراشة أزهار الليمون من مزارع الليمون إلى مزارع البرتقال المجاورة، ناصحًا برش الخطوط القريبة من مزارع الليمون بشكل مكثف كخط دفاع.
• المن: يمكن أن يسبب تساقط الأزهار بتغذيته على حبوب اللقاح.
• الإجهاد البيئي: الإجهاد الناتج عن الحرارة العالية أو العطش بسبب اضطراب الري يؤدي إلى تساقط الأزهار، حيث تتخلص الشجرة من الأجزاء الأضعف.
يمكن تمييز السقوط المرضي بوجود علامات الإصابة الحشرية أو علامات الإجهاد على الشجرة أو الأزهار نفسها.

متى يجب التوقف عن الرش؟
أكد الدكتور أبو بطة أن الرش يجب أن يكون للحاجة فقط وليس إجراءً روتينيًا. إذا كان العقد قد ثبت بشكل جيد، ولا توجد إصابات حشرية (مثل المن أو الأكاروس المتوقع ظهوره في مايو) أو فطرية (مثل عفن السرة في البرتقال أبو سرة)، فلا داعي للرش في هذه الفترة.وأشار إلى أن التركيز بعد ثبات العقد يجب أن ينصب على التسميد والري ورفع مناعة الشجرة من خلال برنامج تسميد متوازن يشمل المكملات الغذائية، مع العلم أن رش العناصر الصغرى يتم عادة في رشة ثانية خلال شهر مايو.

كفاءة الامتصاص: الرش الورقي مقابل التسميد الأرضي
قدم الدكتور أبو بطة دليلًا علميًا على أن كفاءة استفادة النبات من التسميد الورقي (الرش) لا تتجاوز 20%، بينما تصل كفاءة الاستفادة من التسميد الأرضي إلى 60%. هذا يؤكد أن الرش ليس بديلاً كاملاً عن التسميد الأرضي، وأن الاستخدام الأمثل للمدخلات الزراعية هو الذي يحقق أعلى استفادة بأقل تكلفة.
أهمية التحديث والاستشارة
شدد الدكتور أبو بطة على ضرورة تحديث طرق الزراعة وعدم التمسك بالممارسات القديمة. فمعرفة احتياجات الأرض والنبات في كل مرحلة هي ما يحدد الطريقة المثلى للتعامل.وحذر المزارعين من الممارسات الخاطئة مثل الإفراط في الري الذي قد يؤدي إلى أعفان الجذور.
وأوصى بضرورة استشارة الخبراء في مراكز البحوث الزراعية وبيوت الخبرة، مؤكدًا أن المعلومة الصحيحة تُمثل قوة للمزارع وتُترجم إلى إنتاجية عالية، وهو الهدف الأساسي من الاستثمار الزراعي.