أ
أ
تعد مصر الرائدة عالميًا في إنتاج الياسمين، حيث تستحوذ على ما يقرب من 60% من إجمالي الإنتاج العالمي، سواء في صورته الخام، أو كعجينة، أو ضمن منتجات مصنعة, هذا التفوق يأتي في إطار خطط الدولة لتعظيم القيمة المضافة للنباتات الطبية والعطرية المزروعة محليًا, ومع حل أزمة توريد الياسمين، يتزايد الحديث عن ضرورة التوسع في زراعة هذا المحصول الاستراتيجي لما يحمله من فوائد اقتصادية واجتماعية جمة.
حل أزمة توريد الياسمين ودعم المزارعين
مؤخرًا، أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن بدء توريد محصول الياسمين بسعر 105 جنيهات للكيلوغرام، وذلك لصالح المصانع في قرية شبرا بلولة التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية, جاء هذا الحل بعد تدخل مباشر من وزير الزراعة علاء فاروق ومحافظ الغربية للاستجابة لشكاوى المزارعين في القرية وحل مشاكل أسعار التوريد.
أكد وزير الزراعة على الأهمية الكبيرة لزراعة الياسمين في توفير دخل ثابت للعديد من الأسر والمزارعين، مشيرًا إلى أن الياسمين يساهم بنسبة كبيرة في دخل الأسرة ببعض المناطق, ولضمان استقرار السوق وتجنب تكرار المشكلات الموسمية، تبحث الوزارة تشكيل لجنة مهمتها تحديد سعر المحصول لكل موسم وحل أي مشكلات قد تطرأ.

شبرا بلولة: قلب صناعة الياسمين المصرية
تعتبر قرية شبرا بلولة في مركز قطور بمحافظة الغربية مركزًا عالميًا لإنتاج عجينة الياسمين المستخدمة في صناعة العطور, يشتهر معظم أهالي القرية بالعمل في الزراعة، وخاصة زراعة النباتات العطرية كالياسمين والبنفسج.
تتم عملية الإنتاج في القرية بكفاءة عالية؛ فبعد قطف زهور الياسمين، تُورد إلى المصانع في نفس يوم القطف لتصنيع العجينة التي تحتوي على الشمع والزيوت, ينتج كل طن من المحصول حوالي 2.5 كيلوغرام من العجينة، ويتم تصدير معظم الإنتاج إلى الخارج، خاصة إلى فرنسا، حيث تُستخدم في صناعة أرقى العطور العالمية.
سر تميز عجينة الياسمين المصرية
تتمتع عجينة الياسمين المصرية بمواصفات فريدة تُميزها عن أي منتجات منافسة في الأسواق العالمية, وتشمل هذه المواصفات:
متجانسة وذات رائحة طبيعية خالصة.خالية تمامًا من العناصر الثقيلة والمواد السامة.
لا تقل نسبة الزيت فيها عن 50%.
لا تحتوي على أي نسبة رطوبة.
تتميز بلون عنبري غامق ورائحة ثقيلة مميزة.
مناسبة للمزج مع الزيوت الأساسية الأخرى لقدرتها العالية على تثبيت أي مزيج عطري.

لماذا يجب زيادة المساحات المزروعة من الياسمين؟
نظرًا للطلب المتزايد على الياسمين المصري وتميزه عالميًا، هناك أسباب قوية تدعو إلى التوسع في زراعة هذا المحصول:
زيادة حصيلة الصادرات: يُستخدم الياسمين المصري على نطاق واسع في صناعة العطور بفرنسا، إيطاليا، ودول الخليج، مما يعني زيادة محتملة في حصيلة الصادرات المصرية من هذا المنتج عالي القيمة.توفير فرص عمل: تعد زراعة الياسمين من المحاصيل التي تحتاج إلى أيدي عاملة يومية مكثفة، مما يساهم في توفير المزيد من فرص العمل الموسمية، خاصة للنساء والشباب في المناطق الريفية.
دعم الصناعات المحلية: يدخل الزيت المستخرج من الياسمين في صناعة العطور ومستحضرات التجميل، مما يوفر دعمًا بالمواد الخام المحلية لهذه الصناعات ويقلل من الاعتماد على الاستيراد.
كفاءة استخدام المياه: الياسمين من المحاصيل التي لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه مقارنة بمحاصيل أخرى، مما يجعله خيارًا مستدامًا في ظل تحديات الموارد المائية.
طلب دولي متزايد: يشهد الطلب الدولي على زيت الياسمين المصري تزايدًا مستمرًا، خاصة مع الاعتراف الواسع بجودته الفائقة، مما يضمن سوقًا مستقرًا ومربحًا للمزارعين.
تُقدم زراعة الياسمين فرصة ذهبية لمصر لتعزيز مكانتها الاقتصادية، ودعم المزارعين، وتوفير منتجات طبيعية عالية الجودة للأسواق العالمية.