أ
أ
تُعد القهوة واحدة من أكثر المشروبات استهلاكًا حول العالم، إذ تمثل جزءًا من الثقافة اليومية لملايين البشر، غير أن زراعتها تحتاج إلى ظروف بيئية دقيقة لا تتوافر في كل البلدان ومع تزايد الاهتمام المصري بالمنتجات الزراعية ذات القيمة الاقتصادية العالية، بدأ التساؤل يطرح نفسه: هل يمكن زراعة القهوة في مصر؟
القهوة.. نبات يحتاج إلى بيئة خاصة
تنتمي القهوة إلى جنس Coffea، وهو نبات استوائي يزدهر في المناطق ذات المناخ الرطب والحرارة المعتدلة التي تتراوح بين 18 و25 درجة مئوية، مع توافر أمطار غزيرة وتربة غنية بالعناصر العضوية جيدة الصرف. وتُعد دول إفريقيا الشرقية وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا من أهم مناطق زراعتها عالميًا.الوضع في مصر
يؤكد خبراء الزراعة أن الظروف المناخية في معظم مناطق مصر غير مثالية لزراعة القهوة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف النسبي وقلة الأمطار. ومع ذلك، يشير بعض المتخصصين إلى أن بعض المناطق الجبلية في جنوب سيناء وأسوان وحول البحر الأحمر قد تمتلك خصائص بيئية قريبة من تلك الملائمة لزراعة القهوة، خاصة في حال توافر نظم ري حديثة وتظليل جزئي للنباتات.تجارب بحثية محدودة
خلال السنوات الأخيرة، أجرت مراكز البحوث الزراعية محاولات محدودة لزراعة أنواع من القهوة في البيوت المحمية وفي بعض المزارع التجريبية، بهدف دراسة مدى تكيفها مع البيئة المصرية. وتشير النتائج الأولية إلى إمكانية نجاح الزراعة في نطاق محدود وبكميات صغيرة، لكنها ما زالت غير اقتصادية على نطاق تجاري حتى الآن.تحديات زراعة القهوة محليًا
الاحتياج العالي للمياه والرطوبة، وهو ما يتعارض مع طبيعة المناخ المصري الجاف.طول دورة الإنتاج التي تتجاوز 3 سنوات قبل الحصاد الأول.
حساسية النبات للحرارة المرتفعة والرياح الجافة.
صعوبة توفير التربة المناسبة التي تحتاج إلى حموضة متوسطة وغنية بالمواد العضوية.



