مع التوسع الكبير في استخدام أنظمة الري بالتنقيط في زراعة أشجار الفاكهة، خصوصًا في الأراضي الجديدة والمناطق ذات الملوحة المرتفعة، تظهر الحاجة الملحة للالتزام بمجموعة من الإرشادات الفنية لضمان كفاءة النظام واستدامة الإنتاج. فريّ خاطئ أو غير منتظم قد يؤدي إلى خسائر فادحة في المحصول وجودة الثمار.

أولًا: إرشادات عامة لنجاح الري بالتنقيط لأشجار الفاكهة
الصيانة الدورية للنقاطات

استخدم حمض الفوسفوريك أو النيتريك بمعدل 1 لتر/فدان بشكل منتظم لمنع انسداد النقاطات وضمان توزيع متساوٍ للماء.

الري بعد سقوط الأمطار

قم بري الأشجار مباشرة بعد هطول المطر لطرد الأملاح خارج منطقة الجذور، خاصة في الترب المالحة.

الري في فترة السكون (الشتاء)

لا توقف الري تمامًا، بل خفف كميته ووزعه على فترات متباعدة للحفاظ على رطوبة الجذور.

تشجيع انتشار الجذور

يفضل استخدام خرطومين تنقيط على جانبي الشجرة، على بعد لا يقل عن 50 سم، لتحفيز نمو الجذور أفقيًا وثبات النبات.

تجنّب الري وقت الظهيرة

الري في أوقات ارتفاع الحرارة يؤدي إلى تبخر المياه بسرعة ويجهد النباتات.

التحكم في الرطوبة وقت نضج الثمار

الإفراط في الرطوبة خلال مرحلة النضج قد يتسبب في تشقق الثمار ويؤثر على الجودة التسويقية.

الري بعد جمع المحصول

لا تفرط في الري بعد الجني، لأن ذلك يحفّز النمو الخضري على حساب التزهير والإثمار في الموسم التالي.

ثانيًا: التعامل مع ملوحة التربة أو مياه الري
الري قبل الزراعة

قم بري الجورة جيدًا قبل غرس الشتلات لطرد الأملاح بعيدًا عن منطقة الجذور.

طريقة الردم الصحيحة

يجب أن يكون الردم أعلى من مستوى التربة المحيطة لتصريف المياه بعيدًا عن الجذور.

الري بفترات متقاربة

يساعد الانتظام في الري على تقليل تراكم الأملاح في منطقة الجذور.

عدم تعطيش الأشجار (التصويم)

جفاف التربة في الأراضي المالحة يزيد من تركيز الأملاح، ما يُضر بالأشجار.

عدم استخدام تربة خارجية في الردم

تربة من خارج منطقة البلل قد تحتوي على أملاح أو ملوثات تؤثر سلبًا على الجذور.

الأسمدة العضوية

ضرورية لتحسين خواص التربة، خصوصًا في الأراضي الرملية أو الفقيرة بالمواد العضوية.

إضافة الكبريت الزراعي

يُضاف خلال فصل الخريف لتحسين مسامية التربة وخفض القلوية، ما يساعد على امتصاص العناصر الغذائية.

الحذر عند استخدام الأسمدة الكيميائية

يجب استخدامها بتركيز لا يتجاوز 0.5 جم/لتر، وتُضاف بعيدًا عن الجذور لتجنّب الضرر.

زيادة كمية مياه الري في الأراضي الملحية

بنسبة لا تقل عن 25% عن الكمية المعتادة للمساعدة في غسل الأملاح.

غسيل التربة بشكل دوري

يُنصح بغسيل التربة كل عامين أو ثلاثة، خاصة في فصل الشتاء أو الخريف، لطرد الأملاح المتراكمة.

خلاصة وتوصيات

يُعد نظام الري بالتنقيط أحد أهم أدوات الزراعة الحديثة، لكنه لا يحقق نتائجه المرجوة إلا من خلال إدارة دقيقة وصيانة مستمرة. فالممارسات البسيطة مثل توقيت الري، وضبط الكميات، والعناية بالتربة، تحدث فرقًا كبيرًا في جودة الثمار وصحة الأشجار.

الالتزام بالنصائح السابقة يسهم في زيادة إنتاجية أشجار الفاكهة، وتحسين جودة المحصول، وتقليل الهدر في المياه والأسمدة، مما يجعل الزراعة أكثر ربحية واستدامة في ظل تغير المناخ وتحديات الموارد الطبيعية.