أ
أ
في خطوة استراتيجية نحو تعزيز الأمن الغذائي ومواجهة التحديات المائية والمناخية، تجري مصر حاليًا تجارب بحثية رائدة لزراعة صنف "تيماسيك" السنغافوري من الأرز لأول مرة, وتجري هذه التجارب في محطة بحوث سخا بكفر الشيخ، بالتعاون الوثيق مع سفارة سنغافورة بالقاهرة.
شراكة استراتيجية لزراعة الأرز السنغافوري
جاءت هذه المبادرة عقب لقاء جمع وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، علاء فاروق، بسفير سنغافورة بالقاهرة، دومينيك جوه، بهدف تعزيز سبل التعاون المشترك في المجال الزراعي, وتم خلال اللقاء الاتفاق على إعداد برنامج تعاون مشترك بين مركز البحوث الزراعية في مصر وشركة "تيماسيك" الحكومية السنغافورية, يهدف هذا التعاون إلى تقييم خصائص صنف أرز تيماسيك تحت الظروف المناخية المصرية والإجهادات البيئية، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم في هذا المجال الحيوي.

مزايا استراتيجية لأرز تيماسيك: حلول لتحديات المياه والمناخ
في ظل التحديات المائية التي تواجه مصر، وتسعى وزارة الزراعة بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والري للبحث عن بدائل للمحاصيل كثيفة استهلاك المياه كالأرز التقليدي, يأتي أرز تيماسيك ليقدم حلاً واعدًا بفضل مزاياه المتعددة:
مقاومة درجات الحرارة المرتفعة: يتكيف هذا الصنف مع الظروف المناخية الحارة.
مقاومة الجفاف ونقص المياه: يُعد خيارًا مثاليًا للمناطق التي تعاني من شح المياه.
إنتاجية مرتفعة: يتميز بإنتاجية أعلى مقارنة بالأصناف التقليدية.
نضج سريع: يساهم في تقصير فترة الزراعة، مما يوفر في استهلاك الموارد.
التوافق مع التغيرات المناخية: قدرته على تحمل درجات الحرارة العالية والملوحة يجعله مناسبًا للتربة المصرية المتأثرة بالتغيرات المناخية.

خطة زراعية طموحة: مليون فدان من الأرز في الموسم الجديد
حددت وزارة الموارد المائية والري المساحات المخصصة لزراعة الأرز خلال الموسم الجديد بنحو 724 ألفًا و200 فدان. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تخصيص 350 ألف فدان لزراعة أصناف تجريبية موفرة للمياه أو تتحمل الملوحة العالية.
وأكد القرار على التنسيق الوثيق بين أجهزة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي والإدارات العامة للري المختصة لتوزيع المساحات المصرح بزراعتها وفقًا للقرار الوزاري، مع مراعاة الضوابط الواردة في المحضر التنسيقي بين الوزارتين بتاريخ 13 نوفمبر 2024.

توسع في زراعة الأصناف المتحملة للجفاف والملوحة
وشدد القرار على أهمية التنسيق بين قطاع الري بوزارة الموارد المائية والري وقطاع الخدمات الزراعية والمتابعة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي لزراعة الأصناف الجديدة التي تتحمل الجفاف والملوحة في المساحات التجريبية الإضافية، والتي تشمل:
200 ألف فدان تُخصص لزراعة سلالات الأرز الموفرة للمياه، مثل الأرز الجاف وغيره، كمناطق تجريبية تُوزع على المحافظات المصرح لها زراعة الأرز في الدلتا.
150 ألف فدان تُزرع في المناطق ذات الملوحة المرتفعة نسبيًا في شبكة الري والصرف، وكذلك الأراضي التي تعاني من مشاكل في التربة بالمحافظات المصرح لها بزراعة الأرز في الدلتا.
تأتي هذه الجهود لتؤكد التزام الدولة بتطوير القطاع الزراعي وتبني حلول مبتكرة لضمان استدامة الموارد الطبيعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية.