في إطار جهود الدولة لتطوير القطاع الزراعي، يعمل مركز البحوث الزراعية ممثلًا في معهد المحاصيل الحقلية، على استنباط أصناف زراعية جديدة عالية الإنتاجية، تتحمل التغيرات المناخية وتحتاج إلى كميات أقل من المياه والأسمدة، ما يحقق عائدًا اقتصاديًا أفضل للمزارعين.

و استعرض الدكتور خالد جاد، مدير معهد المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة، أبرز استعدادات الوزارة للموسم الصيفي، وأحدث الأصناف المستنبطة وأهميتها الاستراتيجية.

ما هو الدور الأساسي لمعهد المحاصيل الحقلية؟

يُعنى المعهد باستنباط أصناف جديدة من المحاصيل تتميز بالإنتاجية المرتفعة، والقدرة على مقاومة الأمراض والآفات، بالإضافة إلى تحمل الظروف المناخية القاسية وتحسين الجودة، وقد حقق المعهد نجاحات ملحوظة في هذا المجال خلال الفترة الماضية.

القمح.. المحصول الاستراتيجي الأول

وحول زيادة إنتاجية القمح هذا الموسم، أوضح د. جاد أن السبب يعود إلى الأصناف الجديدة المتوائمة مناخيًا، وارتفاع وعي المزارعين بفضل الحملة القومية للنهوض بالقمح، بالإضافة إلى رفع سعر التوريد إلى 2000 جنيه للأردب، مما حفز المزارعين على الزراعة والتوريد.

وبلغت المساحات المزروعة بالقمح هذا الموسم نحو 3.1 مليون فدان، فيما وصل حجم التوريد حتى الآن إلى 3.5 مليون طن، ومن المتوقع أن تتجاوز الإنتاجية 10 ملايين طن، وهي الأعلى في تاريخ زراعة القمح بمصر، التي تحتل المركز الرابع عالميًا في إنتاج القمح.

أصناف جديدة من القمح في الموسم المقبل

استنبط المعهد مؤخرًا خمسة أصناف جديدة من قمح الخبز، تشمل "مصر 5، مصر 6، مصر 7، سخا 97، وسوهاج 6"، وتمتاز بمقاومتها للأمراض، وتوفيرها في استهلاك المياه، على أن يتم طرحها رسميًا في الموسم القادم.

الأرز.. إنتاج مرتفع ومياه أقل

أشار مدير المعهد إلى أنه تم استنباط أصناف أرز جديدة تتحمل الجفاف وتستهلك كميات أقل من المياه، وتحقق إنتاجية تصل إلى 4 أطنان للفدان، كما تم زراعة الأرز البسمتي محليًا لأول مرة، وتجربة زراعة الأرز الأسود في ظروف بيئية محددة لضمان عدم اختلاطه بالأصناف التقليدية.

الذرة والمحاصيل الزيتية.. دعم لصناعة الأعلاف

فيما يتعلق بمحصول الذرة، كشف د. جاد عن تسجيل 10 هجن جديدة من الذرة البيضاء والصفراء، بالإضافة إلى هجين أحمر مخصص للأعلاف يعادل الذرة الصفراء من حيث الجودة والإنتاجية، ويسهم في دعم صناعة الأعلاف المحلية. كما أشار إلى صنف "ريانة"، وهو نوع من العلف الأخضر يُعطي أكثر من 4 حشّات ويصل طوله إلى 2.5 متر.

محاصيل أخرى واعدة

أوضح "جاد" أن المعهد نجح كذلك في تطوير أصناف متميزة من البصل، مثل البصل الأبيض المخصص للتصدير، والبصل الأحمر عالي الجودة، والبصل السبعيني المبكر. كما تم استنباط أصناف من الشعير تتحمل الملوحة وتجود في الأراضي المستصلحة، إلى جانب صنفين جديدين من الفول البلدي مقاومين للتغيرات المناخية.

استعدادات الموسم الصيفي

أكد مدير المعهد أن وزارة الزراعة استعدت للموسم الصيفي بمجموعة من الأصناف المتحملة للحرارة، وتوصيات فنية للزراعة على مرحلتين لتجنب الموجات الحارة، إلى جانب إجراءات لمكافحة دودة الحشد الخريفية عبر المبيدات الموصى بها وحملات التوعية.

أبرز التحديات وحلول المعهد

تُعد التغيرات المناخية وقلة الموارد المائية من أبرز التحديات التي تواجه الزراعة في مصر، وهو ما يتعامل معه المعهد من خلال استنباط أصناف مقاومة للجفاف والحرارة.

نصائح هامة للمزارعين

اختتم "جاد" حواره بالتأكيد على أهمية التزام المزارعين بالسياسة الصنفية للمحاصيل، واستخدام التقاوي المعتمدة التي توفرها وزارة الزراعة بأسعار مناسبة، كونها الأنسب من حيث الجودة وتحمل التغيرات المناخية، ما يساهم بشكل كبير في زيادة الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي.