محصول المانجو، الملقب بـ"ملكة الفاكهة"، يُعد من أهم المحاصيل الاستوائية في مصر، ويحظى بشهرة واسعة لما تتميز به الأصناف المحلية من جودة عالية جعلتها تحافظ على مكانة قوية في الأسواق التصديرية. ولتحقيق أعلى إنتاجية وجودة، تبرز الحاجة إلى اتباع أساليب زراعية مدروسة، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تؤثر بشكل مباشر على مراحل النمو الحساسة.

مواعيد الزراعة وحماية الشتلات

تُزرع المانجو في شهري مارس وأبريل حيث تكون درجات الحرارة معتدلة، ما يساعد الشتلات على التأقلم مع التربة والمكان الجديد. بينما يُحذر من زراعتها في الفترات شديدة الحرارة مثل شهر مايو، إذ تحتاج الشتلة إلى وقت كافٍ للتكيف قبل دخول الصيف.

يُنصح بحفر جورة بعمق لا يقل عن 150 سم وبمقاس لا يقل عن 50×50×50 سم، مع إضافة السماد البلدي والكومبوست والمبيدات الخاصة بأعفان الجذور، بعد تجهيز التربة وحرثها وتطهيرها جيدًا. وبعد غرس الشتلة، يجب ريها يوميًا بشكل منتظم حتى تستقر، مع أهمية حمايتها في الشتاء باستخدام جريد النخيل لتفادي البرودة والرياح.

كما ظهرت في السنوات الأخيرة تجربة زراعة المانجو تحت الشباك (النت)، التي توفر حماية من تقلبات الحرارة صيفًا وشتاءً، رغم تكلفتها العالية، وما زالت الدراسات جارية لتقييم جدواها بشكل كامل.

المسافات والتقليم

الالتزام بالمسافات الصحيحة بين الأشجار أمر أساسي لنجاح الزراعة؛ فالزراعة المكثفة بمسافات ضيقة أثبتت فشلها، إذ تعيق امتصاص العناصر الغذائية وتؤثر سلبًا على النمو والإنتاج. وتُعد أفضل مسافة للزراعة 3 × 5 أمتار، حيث تسمح بزراعة نحو 280 شتلة في الفدان.

أما التقليم فيجب أن يتم بعد جمع المحصول مباشرة، لتجديد نموات الأشجار والسماح بدخول أشعة الشمس إلى قلبها، مع تجنب الزراعة الكثيفة التي تعيق هذه العملية وتؤدي إلى تشابك المجموع الجذري ومشكلات في النمو.

وباتباع هذه التوصيات، يمكن للمزارعين تحقيق إنتاج وفير وجودة عالية، مع القدرة على مواجهة التحديات المناخية المتزايدة.