أ
أ
يعد محصول بنجر السكر مصدرا علفياً اقتصادياً وعالياً في القيمة الغذائية، ويمكن استخدامه كبديل جزئي وفعال لجزء من حبوب الذرة الصفراء في علائق الحيوان لتقليل تكاليف التغذية.
أولاً: مقارنة إنتاجية الفدان لبنجر السكر ومحصول الذرة على أساس المادة الجافة (DM)
تختلف إنتاجية الفدان من بنجر السكر حسب الصنف، منطقة الزراعة، وميعاد الزراعة. وتوضح الجداول التالية مقارنة بين محصول بنجر السكر ومحصول الذرة):
مقارنة القيمة الغذائية على أساس المادة الجافة (DM)
أولا: جذور البنجر وحبوب الذرة (مصادر الطاقة في العليقة)
نستخلص من هذا الجدول أن إنتاجية جذور البنجر على أساس المادة الجافة قد تتجاوز إنتاجية حبوب الذرة. وقيمتها بالنسبة للطاقة مماثلة لحبوب الذرة، لكن مصدر الطاقة في البنجر هو السكر بينما في الذرة هو النشا.
ثانيا: عروش بنجر السكر وعيدان الذرة (مصادر الألياف والأعلاف الخشنة)
تُقارن عروش بنجر السكر (الأوراق والسوق) بعيدان الذرة الخضراء والجافة (للسيلاج أو التبن) كمصادر للأعلاف الخضراء أو الخشنة. نستخلص من هذا الجدول بان عروش بنجر السكر تتميز بقيمة غذائية عالية جداً مقارنةً بالمتبقيات الزراعية الأخرى، حيث يعتبر علفاً عالياً في كل من البروتين المهضوم والطاقة (TDN).
مقارنة المردود الاقتصادي والبيئي
عند النظر الى المردود الاقتصادي والبيئي لاستخدام بنجر السكر الفائض عن حاجة المصانع في صناعة الأعلاف يمكن أن نشاهد أن المحصولين يأتيان في موسمين مختلفين وبالتالي يمكن أن يغطى كل منهما الأخر في الموسم غير المتوفر فيه كما أن تجفيف جذور بنجر السكر في صورة مسحوق يمكن أن تساعد في تخزينها لمدد طويلة واستخدامه في فترات نقص الذرة أو ارتفاع أسعاره.فرص استخدام مجففات الطاقة الشمسية لمعالجة الفائض
تعتبر فكرة تجفيف مفروم جذور بنجر السكر الفائضة عن الاستخدام في مصانع السكر باستخدام الطاقة الشمسية كبديل للذرة في علائق الحيوان حلاً مبتكراً ومستداماً يفتح آفاقاً اقتصادية وبيئية واسعة للأسباب التالية:
1. استقلالية المزارعين: تتيح للمزارعين والمستثمرين في المناطق البعيدة عن مصانع السكر معالجة الجذور مباشرةً بدلاً من بيعها طازجة، مما يعظم قيمتها المضافة.
2. تحسين جودة العلف: يمكن ضبط عملية التجفيف لإنتاج "تفل بنجر مجفف" من الجذور الكاملة ذي مواصفات قياسية عالية للاستخدام في علائق الحيوانات والطيور، خاصة وأن الجذور غنية بالسكريات التي تُعد مصدراً جيداً للطاقة.
3. توفير الطاقة وخفض البصمة الكربونية: بدلاً من استخدام الوقود الأحفوري لتشغيل المجففات الصناعية التقليدية، تعمل المجففات الشمسية بتكلفة تشغيل منخفضة جداً وبصمة كربونية شبه معدومة، مما يدعم التوجه نحو الزراعة المستدامة.
4. زيادة توافر الأعلاف: يساهم هذا المنتج في سد الفجوة العلفية جزئياً كبديل للذرة المستوردة أو المنتجة صيفاً، حيث يمكن تخزين المنتج المجفف لفترات طويلة.
5. يمكن تخزين درنات بنجر السكر واستخدامها في عمل السيلاج من عيدان الذرة الخضراء.
إن استخدام الطاقة الشمسية في تجفيف الجذور (خاصة في حالة بنجر السكر غير الموجه للمصنع) هو الطريق الأمثل لتحويل فائض الإنتاج إلى مادة علفية ذات قيمة تجارية عالية دون انتظار المخلفات الصناعية.



ا. د. فوزي محمد أبودنيا
المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني