الإثنين، 14 ربيع الثاني 1447 ، 06 أكتوبر 2025

الدكتور مصطفى عطية عمارة يكتب.. احتفالًا باليوم العالمي للقطن عودة القطن المصري إلى مكانته التاريخية

546396617_1198721698954056_9197379014978585260_n
كتب أستاذ دكتور- مصطفي عطية عمارة – وكيل معهد بحوث القطن للارشاد والتدريب والمتحدث الاعلامي للمعهد.
أ أ
techno seeds
techno seeds
القطنهو نسيج الحياة الاجتماعية والاقتصادية في مصر والعالم، وهو ثقافة وتقليد ضارب بجذوره في صميم الحضارة الإنسانية، ومما لا شك فيه نجده أكثر الأقمشة شيوعًا في ملابسنا، وهو مصدر عيش للملايين من أصحاب الحيازات الصغيرة والعمال البسطاء، بما فيهم السيدات وأسرهن، إنه بأختصار محصول يخفف من حدة الفقر في بعض أقل البلدان نمواً في العالم، ويوفر فرص عمل مستدامة ولائقة، وعلاوة على ذلك، فإنه يلعب دورًا مهمًا في التجارة الدولية، ويساهم في خطة التنمية  المستدامة.

اصل يوم القطن العالمي

وتعود جذور اليوم العالمي للقطن إلى مبادرة أطلقتها بلدان القطن الأربعة (بنين وبوركينا فاسو وتشاد ومالي)2019 بهدف تحسين فرص الوصول إلى الأسواق والمنتجات ذات الصلة بالقطن وتسليط الضوء على الروابط بين القطن والتجارة والتنمية، ,  وتم الاحتفال به فى منظمه التجاره العالميه ثم اقر اليونيدو الاحتفال به عام 2020 و اصبح عيد للقطن و تقليد عالمى ويحتفل به فى هذا اليوم بمئات الملايين في العالم الذين يكسبون رزقهم من خلال عملهم في إنتاج القطن والصناعات ذات الصلة، ويعترف بدور المرأة، وخاصة في البلدان النامية والأقل نموًا، والاحتفال باليوم العالمي للقطن يفتح باب فرصة لتجديد الالتزام بقطاع القطن المستدام بما يعود على الإنتاج بخير أوفر ويحقق مستوى تغذية أفضل، وبيئة نظيفة وسليمة، وحياة أرغد دون ترك أحدهم متخلفاً عن الركب.

ذهب مصر الابيض

يتربع القطن المصري على عرش المنسوجات العالمية، وتحتفل مصرفي اليوم العالمي للقطن بإنجازات غير مسبوقة في زراعة الذهب الأبيض الذي يعد ركيزة لكثير من المزارعين، بعد إطلاق حزمة من الإجراءات الداعمة والميسرة لزراعته والتي تتضمن منظومة تسويق عالمية تتربط بالأسواق العالمية مع زيادة الرقعة الزراعية بشكل يتناسب مع قيمة المحصول الذهبي، بالإضافة لتطوير محالج ومصانع الغزل والنسيج لزيادة القيمة المضافة بدلًا من تصديره خام. أن جهود الدولة المصرية حملت على عاتقها تطوير القطاع بشكل متكامل يتضمن الزراعة والتجارة والصناعة وإعادته لمجده ونهضته من جديد، وقال عمارة إن القطن المصري يسيطر على قمة الجودة بالنسبة لأقطان العالم لاحتوائه على الصفات الغزلية والتكنولوجية الممتازة بالإضافة للتجانس والتماثل بين هذه الصفات مما يقلل من الفاقد أثناء التصنيع والتجهيز.

أصناف القطن الحديثة

أضاف عمارة أن أصناف القطن المصري من طبقة الأقطان الطويلة ومنها أصناف تلائم الوجه القبلي مثل جيزة (95 ، 98) وأصناف تلائم الوجه البحري مثل سوبر جيزة (86 ، 94 ، 97)، بالإضافة لطبقة الأقطان الطويلة الممتازة مثل أكسترا جيزة (45 ، 92،93 ، 96) وأردف قائلًا، سيطلق معهد القطن صنفًا جديدًا من القطن وهو فائق الطول جدًا والنعومة سيطلق عليه اسم إكسترا جيزة 99، ويتميز بأنه مبكر النضج، وعالي المحصول، وجودة أليافه الفائقة. كما أن هذه الأصناف كلها تتميز بالانتاجية العالية ومبكرة النضج وقصيرة العمر وتوفر 20% من المياه المستخدمة في الري، وتتميز بالصفات الغزلية والتكنولوجية العالية (الطول والمتانة والنعومة والاستطالة و اللون الابيض الناصع)، لافتًا إلى أن القطن المصري يتصف بجودته الفائقة مما أعطى له قدره تنافسية  بين غيره من الأقطان، الأمر الذي جعل كبري بيوت الأزياء العالمية تفضله وتتهافت عليه في صناعة الملابس لتميزه عن غيره من الأقطان لتصٌنع منه أفخم أنواع الملابس والمفروشات العالمية والتي تتميز بالمتانة العالية والقدرة على التحمل والاستدامة لفترة طويلة.

المساحة والانتاجية المتوقعة هذا العام

وفي سياق متصل اشار سيادته الي ان المساحة المنزرعة هذا العام 195 ألف فدان موزعة بين 22 ألف فدان في محافظات الوجه القبلي و 173 الف فدان في محافظات الوجه البحري، ومن المتوقع أن تصل الإنتاجية هذا العام 1.4 مليون قنطار زهر بمتوسط أنتاجية 7.7 قنطار للفدان، واضاف أن الدولة لديها خطة استراتيجية متكاملة نحو التوسع في الأراضي الجديدة والمستصلحة حديثًا بأصناف جيدة تغطي تلك المساحات وخاصة الأصناف المقاومة للتغيرات المناخية والآفات.

منظومة تسويق وتدوال الأقطان الجديدة

وأضاف أن خطة الدولة تساعد علي استعادة مصر عرشها عالميًا في محصول القطن، خاصة أنه من أهم السلع الاستراتيجية التي تشكل عصب قوي للصادرات المصرية، فضلا عن أهميته في استعادة أمجاد صناعة الغزل والنسيج، حيث أشار عمارة إلى أن الدولة المصرية وضعت منظومة تسويق جديدة للأقطان منذ عام 2019، وتعتبر مزيجًا من النظام التعاوني القديم ونظام السوق الحر والمنظومة الجديدة لتسويق القطن وقضت بشكل كبير على الوسطاء وربطت المزارع بالأسواق العالمية.

الجديد في القطن

قالت الاستاذة الدكتور عبير سمير عرفة وكيل معهد بحوث القطن للبحوث أنه بمناسبة يوم القطن العالمي هناك العديد من أنشطة معهد القطن في مجالات عدة منها، تعاون معهد أبحاث القطن في تقديم فيلم جديد عن القطن المصري بعنوان "منسوج في حمضنا النووي" بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية والمجلس المصري للأزياء والتصميم وبنك الملابس المصري، وجمعية قطن مصر، ومجلس تصدير المنسوجات، ووزارة الزراعة (متحف القطن المصري) حيث يصور الفيلم إرث القطن المصري عبر سلسلة القيمه بأكملها، من المزارع إلى الأمم المتحدة، ويمزج الفيلم بين الموضة والتاريخ والتنمية ويستعيد التراث الثقافي من خلال عدسة الاستدامة والذاكرة المتوارثة.

مشروع القطن المصري

كما اضافت دكتورة عبير بأن مشروع القطن المصري يُطلق مرحلة جديدة بدعم من اليونيدو دخل مشروع القطن المصري الممول من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية والوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي، مرحلته الثانية (2024-2026)، وتبني هذه المرحلة على نجاح المرحلة الأولى (2017-2020)، التي ركزت على تعزيز استدامة وشمولية سلسلة قيمة القطن في مصر، وتهدف المرحلة الجديدة إلى دعم سلسلة قيمة القطن المصري بشكل أكبر من خلال شراكات مع جهات محلية ودولية عامة وخاصة، وسوف يعمل المشروع على زيادة القيمة المضافة وتعزيز التعاون المستقبلي، مما يعزز مكانة مصر في صناعة القطن.

استدامة زارعة القطن

وهي تقنية الزراعة التجديدية لأول مرة في مصر وأفريقيا والشرق الأوسط  فقد صرحت عرفة بأنه مُنحت مصر شهادة برنامج ريجيناجري بعد تدقيق صارم للمعايير، حيث غطى المشروع، الذي نُفذ بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين 9 جمعيات تعاونية في مراكز بيلا وفوه وحامول بمحافظة كفر الشيخ مصر، للمرحلة الاولي (2024/2025) حوالي 662 مزارعًا، 1700 فدان، وفي المرحلة الثانية (2025/2026) سوف يتم توسيع نطاق البرنامج ليشمل 1100 مزارع، 3120 فدان مع إدخال برنامج لتقليل البصمة الكربونية، ولقد قاد معهد بحوث القطن، عملية التنفيذ والإشراف الفني، مطبقًا مبادئ ومعايير ريجيناجري في الزراعة التجديدية، وسوف يعمل المشروع على زيادة القيمة المضافة وتعزيز التعاون المستقبلي، مما يعزز مكانة مصر في صناعة القطن.

شهادة الايزو

وقالت عبير ان معهد بحوث القطن - قسم الكيمياء يفخر بحصوله على شهادة 9001 ISO، التي تثبت صحة نظام إدارة الجودة الخاص به للتحليل الكيميائي لبذور وألياف القطن وخدمات التعريف والصباغة والتشطيب وإدارة المخلفات الزراعية في صناعات النسيج والزيوت والأعلاف الحيوانية، ثثبت هذه الشهادة السارية من 1/1/2025 إلى 31/12/2027، التزامنا بالجودة والتميز في البحث والخدمات.

كتب أستاذ دكتور- مصطفي عطية عمارة – وكيل معهد بحوث القطن للارشاد والتدريب والمتحدث الاعلامي للمعهد.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة