أ
أ
أكد الدكتور أحمد شعراوي، خبير جودة وإدارة سلاسل الإمداد، أن مشروعات النقل الجاري تنفيذها في مصر تمثل تحولًا نوعيًا يتجاوز مفهوم الافتتاحات والإنشاءات، ليصل إلى مرحلة إعادة برمجة كاملة للاقتصاد الحضري، مع اقتراب عام 2026.
وأوضح شعراوي في تصريح خاص لـ " اجري نيوز" أن الدولة تنتقل حاليًا من نموذج تقليدي يعتمد على توسعة الطرق إلى نموذج أكثر تطورًا يقوم على إدارة الحركة باعتبارها أصلًا اقتصاديًا، وهو النهج الذي تتبعه الدول الساعية لتعزيز تنافسيتها في المرحلة المقبلة من الاقتصاد العالمي.
تشغيل مونور يل شرق القاهرة المرتقب
وأشار إلى أن تشغيل مونور يل شرق القاهرة المرتقب في مطلع 2026 لا يُعد مجرد إنجاز هندسي، بل يمثل لحظة مفصلية في اقتصاد العاصمة، حيث يسهم في إعادة تشكيل زمن الوصول بين مناطق السكن والعمل، وخلق بيئة أكثر جذبًا للاستثمار، مع تعزيز قدرة المدينة على استيعاب النمو دون اختناقات مرورية.
وأضاف أن منظومات النقل الحديثة تنقل المدن من حالة الحركة القائمة على الازدحام إلى نموذج يعتمد على الموثوقية والكفاءة الزمنية، مؤكدًا أن النقل في الاقتصادات الحديثة لم يعد خدمة عامة فقط، بل أصبح بنية إنتاجية مؤثرة في الناتج القومي.
مشروع الأتوبيس الترددي السريع
وفيما يتعلق بمشروع الأتوبيس الترددي السريع BRT على الطريق الدائري، أوضح شعراوي أنه يمثل إعادة تصميم شاملة للحركة الحضرية، من خلال شبكة تمتد لأكثر من 100 كيلومتر بمحطات منتظمة ومترابطة، بما يحوّل الطريق الدائري من عنق زجاجة مروري إلى محور اقتصادي نشط يعيد توزيع الحركة بدلًا من تعطيلها.
وأكد خبير إدارة سلاسل الإمداد أن التوجه نحو النقل الأخضر والكهربائي لم يعد رفاهية بيئية، بل سياسة اقتصادية رشيدة تسهم في تقليل استهلاك الوقود، وخفض الضغط على العملة الأجنبية، وتقليل كلفة الرعاية الصحية المرتبطة بالتلوث، بما يدعم الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.
واختتم شعراوي تصريحاته بالتأكيد على أن التحول الحقيقي يكمن في الانتقال من منطق إنشاء المشروعات إلى تشغيل المنظومات المتكاملة، موضحًا أن نجاح مشروعات النقل يُقاس بمدى تكاملها وانتظامها وسهولة استخدامها اليومية، وهو ما يصنع الفارق بين مشروع ناجح ونموذج تنموي مستدام.





