في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق العالمية تراجعًا ملحوظًا في أسعار البن، خاصة قهوة الروبوستا التي تُعد الأكثر تداولًا في مصر، لم تنعكس هذه الانخفاضات على الأسعار المحلية، مما يثير تساؤلات المستهلكين, وقد أوضح حازم المنوفي، عضو شعبة المواد الغذائية باتحاد الغرف التجارية، الأسباب وراء هذا الثبات، وطالب بضرورة إعادة تسعير المنتجات محليًا بما يتماشى مع التغيرات العالمية.

هبوط تاريخي لأسعار قهوة الروبوستا عالميًا

كشف "المنوفي" خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "اقتصاد مصر" أن بورصة لندن شهدت هبوطًا كبيرًا في أسعار قهوة الروبوستا، لتصل إلى أدنى مستوى لها خلال 10 أشهر, فقد تراجعت العقود الأكثر تداولًا بنسبة 4.2%، ليصل سعر الطن إلى 4133 دولارًا, هذا التراجع يعد مستمرًا للأسبوع السابع على التوالي، وهو ما يمثل فرصة ذهبية لتخفيف العبء عن المستهلك المصري ودعم قدرته الشرائية.

لماذا لا تنخفض الأسعار في السوق المحلي؟

رغم التراجع العالمي الكبير، أكد "المنوفي" أن الأسعار المحلية لم تشهد أي انخفاض ملحوظ. وعزا ذلك إلى تفاوت توقيت الاستيراد والأسعار، حيث تتم عملية إعادة التسعير محليًا بشكل تدريجي.

وأضاف أن السعر الحالي لعقود القهوة هو الأدنى منذ أغسطس الماضي، مدعومًا بزيادة المعروض من كبار المنتجين مثل فيتنام وأوغندا، بالإضافة إلى استمرار موسم الحصاد في البرازيل وإندونيسيا.

وفي سياق متصل، ذكر "المنوفي" أن أسعار قهوة الأرابيكا في بورصة نيويورك تراجعت بنسبة 3.2%، متأثرة بتوقعات انخفاض درجات الحرارة في بعض مناطق البرازيل، دون مخاوف من صقيع حاد قد يؤثر على الإنتاج.

دعوة للمستوردين والتجار ومتابعة حكومية

شدد "المنوفي" على أن هذا التراجع العالمي يمثل فرصة حقيقية لمستوردي وتجار القهوة في مصر لإعادة تسعير منتجاتهم بما يتوافق مع الأسواق العالمية, وطالب الجهات المختصة بضرورة متابعة حركة الأسعار لضمان انتقال الأثر الإيجابي لهذا الانخفاض إلى المستهلك النهائي، وتحقيق توازن بين مصلحة التجار وحماية المستهلك.