قال محلل أسواق المال طارق عيسوي إن أسواق المنطقة تشهد حاليًا مرحلة تصحيح سعري طبيعي بعد موجة صعود استمرت منذ عام 2020 وحتى منتصف 2025، مدفوعة بنتائج نصف سنوية إيجابية وتوزيعات أرباح سخية.
وأوضح خلال لقائه في برنامج "أرقام وأسواق" على قناة أزهري، أن حركة جني الأرباح بدأت في سبتمبر الماضي متأثرة بتوترات جيوسياسية وارتفاع أسعار الذهب، ما دفع المستثمرين للتحوّط، إلا أن حالة التماسك عادت تدريجيًا مع بداية أكتوبر ترقّبًا لإعلانات نتائج الربع الثالث من 2025.
وأشار إلى أن المؤشرات الرئيسية تتحرك عرضيًا في نطاق مستقر، نتيجة انتظار المستثمرين لنتائج الشركات، إلى جانب ترقّب طروحات منتظرة لعدد من الكيانات الكبرى، والتي يُتوقع أن تسهم في تنشيط السيولة وتوسيع قاعدة الاستثمار المؤسسي.
وأكد أن الأسهم القيادية في قطاعات الطاقة والبنوك ما تزال هي المحرّك الأساسي لأداء الأسواق، رغم تأثر القطاع المصرفي مؤخرًا بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، وهو ما انعكس على شكل تراجعات طفيفة تُعد ضمن النطاق الطبيعي للتصحيحات.
وأضاف أن استمرار الصعود مرهون بتجاوز مستويات مقاومة فنية محددة، متوقعًا أن تشهد المؤشرات ارتفاعًا يتراوح بين 3% و6% في حال جاءت نتائج الربع الثالث أفضل من المتوقع، خصوصًا مع اقتراب موسم النتائج السنوية الذي عادة ما يعطي دفعة قوية للأسواق.
كما أشار إلى أن بعض المؤشرات الفنية بأسواق الأسهم أظهرت تماسكًا ملحوظًا، مستفيدة من الأداء القوي لأسهم العقار والخدمات المالية والخدمات اللوجستية، متوقعًا عودة المؤشرات إلى مستويات ما قبل التراجع الأخير قبل نهاية العام.
وأكد على أن الفرص الاستثمارية ما تزال قائمة، مشيرًا إلى أن مضاعف الربحية في الأسواق المحلية لا يزال منخفضًا مقارنة بالأسواق الإقليمية، بينما تتراوح عوائد التوزيعات بين 5% و8%، وهو ما يجعل البيئة الاستثمارية أكثر جذبًا للمستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
