أكد الدكتور محمد سليم، خبير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن مفهوم ترشيد استهلاك الكهرباء لا يعني فقط إطفاء الأنوار أو تقليل الاستخدام بشكل عشوائي، وإنما هو سلوك حضاري واقتصادي مهم يجب أن يتبعه المواطن عن وعي وإدراك لما له من تأثير مباشر على فاتورة الكهرباء وعلى الاقتصاد الوطني ككل.
وأوضح خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن الترشيد معناه استخدام الكهرباء حسب الحاجة فقط وبدون إسراف، مشيرًا إلى أن الترشيد يختلف عن مفهوم كفاءة الطاقة، فالأول يتعلق بالسلوكيات اليومية للمستهلك، بينما الثاني يرتبط بكفاءة الأجهزة والمعدات نفسها.
وأضاف أن الترشيد لم يعد رفاهية أو خيارًا شخصيًا، بل أصبح واجبًا وطنيًا، خاصة في ظل المتغيرات العالمية والضغوط الاقتصادية التي تواجهها الدولة، موضحا: "نحن لا نرشد فقط لتقليل الفاتورة، بل لنخفف من الضغط على محطات الإنتاج، ولنحافظ على الغاز الطبيعي الذي يُستخدم في تشغيلها، ما يساهم في تقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة".
وأوضح أن إنتاج الكهرباء يمر بسلسلة طويلة تبدأ من حقول الغاز مرورًا بمحطات التوليد ثم شبكات النقل والتوزيع، وهو ما يعني أن أي استهلاك زائد في المنازل له أثر مباشر على استهلاك الغاز وبالتالي على ميزانية الدولة.
وأشار إلى أن مصر تستورد سنويًا أكثر من 150 شحنة غاز بقيمة 8 مليارات دولار لتغطية احتياجات الكهرباء، بالإضافة إلى تحديات اقتصادية ناتجة عن اضطرابات عالمية، مثل تأخر عبور السفن في قناة السويس أو الأزمات الجيوسياسية التي تؤثر على سلاسل التوريد العالمية.
وقال: "عشان كده لما نطلب من المواطن يطفي لمبة مش محتاجها، أو يستخدم سخان المياه ساعة الحاجة فقط، مش بنطلب منه تقشف، إحنا بنطلب وعي.. لأن ده له مردود مباشر على اقتصاد بلده".
وأضاف أن الترشيد لا يقتصر على الكهرباء، بل يجب أن يكون ثقافة مجتمعية تشمل المياه، والطعام، وكل الموارد، وهو ما تدعو إليه جميع الأديان، ويُعد سلوكًا إيجابيًا يعكس وعي المواطن وانتماءه لوطنه.
وتابع: "الترشيد مش معناها نعيش في ظلام، لكن معناه نستخدم النور في مكانه الصح.. ونفهم إن كل كيلو وات بنوفره، الدولة بتكسب بيه، والمواطن كمان بيكسب".
