في ظل التحولات النقدية السريعة في مصر خلال 2025، أصبحت المنافسة بين البنوك المصرية أكثر حدة من أي وقت مضى، مع سعي القطاع المصرفي لمواجهة انخفاض أسعار الفائدة وارتفاع الطلب الائتماني ومع انخفاض الفائدة المتكرر من قبل البنك المركزي المصري، لجأت البنوك إلى ابتكار منتجات ادخارية جذابة، بما في ذلك شهادات ادخار بعوائد مرتفعة وصناديق استثمارية في الذهب، بالإضافة إلى استخدام سبائك الذهب كجوائز ترويجية لجذب العملاء.
ووفقًا لبيانات البنك المركزي المصري، بلغ إجمالي أرصدة القروض 16.04 تريليون جنيه حتى نهاية أكتوبر 2025، مسجلاً نموًا بنسبة 11% مقارنة ببداية العام، ما يعكس زيادة الطلب الاستهلاكي والاستثماري في قطاعات البنية التحتية والنقل والزراعة.
وبدأت دورة خفض أسعار الفائدة في أبريل 2025، بتخفيض إجمالي 625 نقطة أساس على أربع مرات، وهو أول تيسير نقدي منذ أكثر من أربع سنوات ونصف. وأسفر ذلك عن تراجع عوائد شهادات الادخار طويلة الأجل إلى 6-8%، وحسابات التوفير إلى 8-10%، ما دفع البنوك إلى تنويع منتجاتها للحفاظ على حصصها من المدخرات.
كيف تحدث المنافسة بين البنوك في مصر 2025 لجذب العملاء و الجوائز سبائك ذهب كيف يحدث ذلك
وأطلقت البنوك عدة منتجات مبتكرة لتعويض انخفاض العائد، مثل شهادة بنك الإمارات دبي الوطني بعائد مدفوع مقدماً 37.5% لأجل ثلاث سنوات، وشهادة البنك العربي الأفريقي الدولي بعائد تراكمي 100%، إضافة إلى صناديق استثمارية في الذهب.كما أصبحت سبائك الذهب أداة رئيسية في الحملات الترويجية، حيث أتاح بنك القاهرة الحصول على سبائك مقابل إيداع مبالغ محددة، وأطلق البنك الأهلي المصري حملات تشجيعية للمدفوعات الإلكترونية مع جوائز ذهبية للمشتركين.

ويتوقع الخبراء استمرار التيسير النقدي خلال 2026، مع خفض محتمل للاحتياطي الإلزامي، مما سيزيد من السيولة المتاحة للنمو الائتماني، خصوصًا في قطاعات التكنولوجيا والسياحة.
ويعكس هذا السباق بين البنوك قدرة القطاع المصرفي المصري على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية، وتقديم حلول مبتكرة تجمع بين جذب العملاء وتعزيز السيولة ودعم الاقتصاد الوطني، مع التركيز على استدامة هذه المنتجات لجذب مزيد من المستثمرين على المدى الطويل.





