الجمعة، 10 ذو الحجة 1446 ، 06 يونيو 2025

الإجهاد الحراري يهدد إنتاج الألبان.. خسائر تصل إلى 30% للمزارع الصغيرة

بقر  ابقار  البقر  (7)
الأبقار الحلوب
أ أ
techno seeds
techno seeds
تواجه مزارع الألبان، خاصة الصغيرة منها، تحديًا متزايدًا بسبب تأثيرات الحرارة الشديدة والرطوبة على الأبقار الحلوب، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج الحليب بنسبة 1% سنويًا, كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة إلينوي في أوربانا-شامبين، أن هذه الظاهرة تُترجم إلى خسائر مالية كبيرة لمنتجي الألبان، مع توقعات بزيادة هذه الخسائر بنسبة تصل إلى 30% بحلول عام 2050.

تأثير الحرارة على الأبقار وجودة الحليب

أوضحت الدكتورة مارين سكيدمور، الأستاذ المساعد بقسم الاقتصاد الزراعي والاستهلاكي بجامعة إلينوي، أن الأبقار، كونها من الثدييات، تتأثر بالإجهاد الحراري مثل البشر تمامًا, فالتعرض للحرارة الشديدة يُسبب مجموعة من الآثار الجسدية السلبية على الأبقار، منها زيادة خطر الإصابة بالعدوى، القلق، وانخفاض الشهية، مما يؤدي مباشرة إلى انخفاض إنتاج الحليب.

حلل الفريق البحثي بيانات إنتاج الحليب من تسع ولايات في الغرب الأوسط الأمريكي، شملت أكثر من 56 مليون سجل على مستوى الأبقار من 18 ألف مزرعة ألبان بين عامي 2012 و2016, وأكدت سكيدمور أن الدراسة لم تركز فقط على إنتاج الحليب السائل، بل عدّل الباحثون البيانات بناءً على محتوى البروتين والدهون لتقييم جودة الحليب بشكل أفضل، والتي تُحدد قيمته السوقية.

ووفقًا للدراسة، يُفقد في المتوسط 1% من إنتاج الحليب السنوي بسبب الإجهاد الحراري، وهو ما يعادل حوالي 1.4 مليار رطل من الحليب على مدى خمس سنوات للمزارع المشمولة في الدراسة, وبناءً على متوسط أسعار الحليب، تبلغ هذه الخسائر حوالي 245 مليون دولار من الإيرادات.


المزارع الصغيرة تتحمل العبء الأكبر

تُظهر النتائج أن معظم خسائر الإنتاج تحدث في الأيام ذات الإجهاد الحراري المنخفض والمتوسط، والتي تتكرر بشكل أكبر, ومع ذلك، فإن أيام الحرارة الشديدة لها تأثير أكبر بكثير، حيث تتسبب في فقدان أكثر من ضعف كمية الحليب لكل بقرة مقارنة بأيام الإجهاد المعتدل.

وكشفت الدراسة أن المزارع الصغيرة التي تضم أقل من 100 بقرة هي الأكثر تضررًا، حيث فقدت ما معدله 1.6% من إنتاجها السنوي من الحليب, ورغم أن هذه المزارع ساهمت بأقل من 20% من إجمالي الإنتاج في الدراسة، إلا أنها تسببت في 27% من إجمالي الأضرار والخسائر.

استراتيجيات مكافحة الإجهاد الحراري والحاجة للدعم
يمكن للمنتجين اتخاذ خطوات للحد من إجهاد الحرارة، مثل:

فتح جوانب الحظيرة.
استخدام المراوح والرشاشات لتبريد الأبقار.

تغيير توقيت الولادة لتجنب فترات الحرارة الشديدة، على الرغم من أن هذا قد ينطوي على مخاطر أخرى.
وأشارت الدكتورة سكيدمور إلى أن هذه التقنيات فعالة في إدارة مستويات الإجهاد الحراري المنخفضة، حيث تتكبد المزارع الكبيرة خسائر ضئيلة عند هذه المستويات, ومع ذلك، عندما ترتفع درجات الحرارة والرطوبة إلى مستويات قصوى، لا توجد استراتيجية تخفيف فعالة تمامًا.

توقعات مستقبلية وحوافز مالية ضرورية

توقعت الدراسة أن خسائر إنتاج الحليب قد تزيد بنسبة 30% بحلول عام 2050، بناءً على تنبؤات 22 نموذجًا مناخيًا تشير إلى أن أيام الحر الشديد ستصبح أكثر شيوعًا.

لذلك، شددت الدكتورة سكيدمور على أهمية توفير حوافز مالية لمساعدة المزارعين، خاصة صغار المنتجين، على تبني استراتيجيات التخفيف من آثار الحرارة, كما أكدت على الحاجة الماسة إلى المزيد من البحوث لإدارة الإجهاد الحراري الشديد، مؤكدة: "إذا كان هناك اهتمام بمواصلة وجود إنتاج ألبان صغير صحي وقوي، فربما يتطلب ذلك حوافز مالية لمساعدة المزارعين على تنفيذ استراتيجيات التخفيف، فضلًا عن الاستثمارات في المزيد من الأبحاث حول كيفية إدارة أعلى مستويات الإجهاد الحراري".
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة