الأحد، 13 ربيع الثاني 1447 ، 05 أكتوبر 2025

بعد أكثر من 50 عامًا .. السد العالي يواصل حماية مصر من أخطار فيضان النيل وسد إثيوبيا

السد 1
بعد أكثر من 50 عامًا .. السد العالي يواصل حماية مصر من أخطار فيضان النيل وسد إثيوبيا
أ أ
techno seeds
techno seeds
يُعد السد العالي واحدًا من أعظم المشروعات الهندسية في التاريخ الحديث، ورمزًا للإرادة الوطنية المصرية، فقد كان بناؤه حلمًا راود المصريين منذ عقود طويلة للسيطرة على فيضان نهر النيل وتخزين مياهه، وضمان الاستفادة منها على مدار العام دون خوف من الجفاف أو الغرق.
فالسد الذي أرسى دعائمه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ليحمي مصر من الفيضانات والجفاف، يواصل اليوم أداء دوره التاريخي في حماية البلاد من أي تهديد مائي قادم من أعالي النيل، وعلى رأسها فيضانات سد النهضة الإثيوبي.
ومع ازدياد التغيرات المناخية وتذبذب معدلات الأمطار على منابع النيل، أصبح السد العالي صمام الأمان الأول الذي يحفظ توازن المياه داخل الأراضي المصرية، ويمنع أي تدفق مفاجئ قد يؤدي إلى غرق الأراضي أو تهديد استقرار المنظومة المائية.


بداية الفكرة
بدأت فكرة إنشاء سد ضخم على النيل في خمسينيات القرن الماضي، بعد أن عانت مصر لقرون من تقلبات فيضان النيل بين أعوام فيضان مدمّر وأعوام جفاف قاسٍ.
وفي عام 1952، طرح المهندسون المصريون فكرة إقامة سد عند مدينة أسوان ليكون قادرًا على تخزين المياه الزائدة أثناء الفيضانات واستخدامها خلال فترات الجفاف. وبعد ثورة يوليو، تبنّى الرئيس جمال عبد الناصر المشروع باعتباره أحد أعمدة النهضة الوطنية.
ملحمة البناء
بدأ تنفيذ المشروع رسميًا عام 1960 بمساعدة فنية من الاتحاد السوفيتي، واستمر العمل فيه لأكثر من عشر سنوات، حتى تم افتتاحه رسميًا في 15 يناير 1971.
بلغ طول السد 3600 متر، وارتفاعه 111 مترًا، ويحتجز خلفه بحيرة ناصر التي تُعد من أكبر البحيرات الصناعية في العالم بسعة تخزين تبلغ نحو 162 مليار متر مكعب من المياه.


دوره في حماية مصر من الغرق
أثبت السد العالي على مدار العقود الماضية أنه درع الحماية الأول لمصر من مخاطر الفيضانات.
ففي مواسم ارتفاع منسوب مياه النيل كما يحدث أحيانًا في السودان أو إثيوبيا، كان السد يمتص كميات ضخمة من المياه الزائدة ويخزنها في بحيرة ناصر، مما يحول دون غرق المدن والقرى الواقعة على ضفاف النهر.
ولولا السد العالي، لكانت مصر قد تعرضت خلال السنوات الماضية لفيضانات مدمّرة مشابهة لما شهدته بعض دول حوض النيل.


فوائد أخرى للسد
لم يقتصر دور السد على الحماية من الغرق فقط، بل ساهم في توليد الكهرباء بقدرة تصل إلى 2100 ميجاوات، وتوفير مياه الري والزراعة طوال العام، وتحويل مساحات شاسعة من الصحراء إلى أراضٍ زراعية منتجة.
كما ساعد في تنظيم حركة الملاحة النهرية وتحسين استقرار الاقتصاد الزراعي في البلاد.
اليوم، وبعد مرور أكثر من نصف قرن على إنشائه، لا يزال السد العالي يمثل رمزًا للبقاء والأمان المائي، وسدًا منيعًا أمام أي تقلبات مناخية أو زيادة مفاجئة في منسوب مياه النيل، مما يجعله أحد أعظم إنجازات مصر الحديثة
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة