أكد الدكتور ربيع الغفير، الأستاذ بجامعة الأزهر، من هذا المنبر، على أهمية التوجه العام في جمهورية مصر العربية لدعم اللغة العربية والحفاظ عليها، مشيدًا بالقرارات السياسية الحكيمة وتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي لكافة قطاعات الثقافة والتوعية لتعزيز مكانة اللغة العربية وإعادتها إلى دورها الريادي في الحضارة الإسلامية والإنسانية.
وشدد الدكتور الغفير، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، على أن الحفاظ على اللغة العربية واجب على الجميع، ليس فقط اليوم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، بل دائمًا، مشيرًا إلى أن هذا اليوم اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1973 لتكريم لغة عالمية خلودها مستمد من عالميّة الرسالة التي نزل بها القرآن الكريم، حيث بدأت اللغة العربية رحلتها الخالدة منذ أول آية أوحي بها في غار حراء على جبل النور، مع قوله تعالى: ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق﴾، مُبيّنًا أن القرآن جاء بالعربية، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم تكلم بالعربية، وكتب تراث الأمة الإسلامية في جميع العلوم والمعارف بالعربية، ما أكسبها طابع العالمية والخلود.
وأوضح الدكتور الغفير أن اللغة العربية هي لغة الوحي، ولغة الإسلام، واللغة التي سيحفظ بها تراث الدين العظيم، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث للعالم أجمع، ومن هنا كان اختيار العربية كلغة عامة ووسيلة لحفظ الرسالة المحمدية.
وعبّر عن حزنه لما يراه من غربتها بين أهلها اليوم، مستنكرًا استخدام بعض العرب لغات أجنبية في الكلام والكتابة رغم أنهم عرب، مشيرًا إلى أن الدستور المصري نص على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة، متسائلًا عن سبب شعور البعض بالدونية والانخزال الحضاري حين يهملون لغتهم الأم، في وقت تحافظ فيه دول أخرى على لغتها الأم بكل صرامة، مثل فرنسا وألمانيا والدنمارك، حيث يُمنع كتابة أي إعلان أو لافتة بغير اللغة المحلية.
وأكد على أن الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز مكانتها هو حماية للهوية الوطنية والحضارية، ودعوة لكل المصريين والعرب للتمسك بلغتهم الأم، لأنها وعاء الدين، ونهر التراث، والوسيلة للحفاظ على حضارتهم وعراقتهم.



