أكد الدكتور أحمد بلبولة، عميد كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، أن الشاعر والإذاعي الكبير فاروق شوشة – رحمه الله – كان رمزًا فريدًا من رموز اللغة العربية، وصوتًا مصريًا أصيلًا ارتبطت به ذاكرة الأجيال.
وقال بلبولة في مداخلة هاتفية، ببرنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، إن مصر خسرت برحيل فاروق شوشة "قيثارة عربية عذبة ومخمليّة"، مشيرًا إلى أنه كان يجمع بين الأصالة والعمق والبساطة، حتى أصبحت اللغة العربية جزءًا من شخصيته وهويته.
وأضاف أن نشأة فاروق شوشة في بيئة بحرية بدمياط، ثم انتماءه إلى مدرسة دار العلوم، شكّلا وجدانه وصقلا موهبته الأدبية واللغوية، موضحًا أن دار العلوم "سبع كليات في كلية واحدة" تجمع بين العلوم الإسلامية واللغوية والأدبية، وهو ما أكسبه ثقافة موسوعية نادرة.
وأشار عميد دار العلوم إلى أن فاروق شوشة كان نموذجًا للأديب الموسوعي، الذي يمزج بين العلم والأدب، ويمتلك القدرة على تبسيط اللغة وجعلها محببة لآذان المستمعين، مؤكدًا أن برنامجه الشهير لغتنا الجميلة جعل البيوت المصرية تنتظر صوته كل مساء قبل إذاعة ألف ليلة وليلة.
وأضاف بلبولة أن شوشة لم يكن مجرد مذيع أو شاعر، بل كان "صوتًا ثقافيًا وطنيًا منحازًا للبناء والوعي"، إذ كان يفتح برنامجه أمسية ثقافية لكل المبدعين الحاصلين على جوائز الدولة، مستضيفًا قممًا فكرية وأدبية مثل زكي نجيب محمود، وطاهر أبو فاشا، وبنت الشاطئ.
وقال: "فاروق شوشة لم يكن يقدم اللغة فقط، بل كان يُقدّم مصر بثقافتها وذوقها ووجدانها... كان صوته مرآةً لروح الأمة وجمال لغتها الخالدة".
